قبيلة الجبالية: حماة التراث السيناوي وأحد أعمدة المجتمع
أسماء صبحي
قبيلة الجبالية هي واحدة من أقدم القبائل التي استوطنت سيناء، وتحديدًا في المناطق المحيطة بجبل موسى ودير سانت كاترين. ولدى هذه القبيلة تاريخ طويل من الصمود والعطاء، وهي معروفة بارتباطها الوثيق بالطبيعة الجبلية. حيث يتوارث أبناؤها تقاليد أصيلة تجسد قيم الشجاعة والكرم وحماية الأرض.
جذور قبيلة الجبالية
تعود أصول قبيلة الجبالية إلى القرن السادس الميلادي، عندما استقدم أجدادهم من جزيرة كريت والبحر الأبيض المتوسط لحماية دير سانت كاترين بأمر من الإمبراطور الروماني جستنيان. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت القبيلة بالدير، حيث تولوا مهام الحماية. فضلاً عن إقامة علاقات مميزة مع المجتمع المحلي.
تشتهر القبيلة بمهاراتها في الزراعة التقليدية، مثل زراعة أشجار الزيتون واللوز، فضلاً عن تربية الماشية والنحل. كما يمتاز أفرادها بمعرفتهم الدقيقة بمسارات الجبال والوديان. مما جعلهم مرشدين خبراء للسياح والمستكشفين الذين يزورون جبال سيناء.
ويتمتع أبناء القبيلة بترابط قوي فيما بينهم، ويحرصون على الحفاظ على تراثهم الثقافي واللغوي. بما في ذلك اللهجة المميزة التي تجمع بين العربية وبعض المفردات اليونانية القديمة.
إرث تاريخي
ومن جهته، قال الشيخ محمد الجبالي، أحد أبرز شيوخ القبيلة، إن “الجبالية ليست مجرد قبيلة، بل هي حكاية عن التعايش بين الإنسان والطبيعة، وعن الحفاظ على إرث يمتد لقرون. نحن نفخر بكوننا جزءًا من هذا التاريخ الغني. ونحاول دائمًا لتعزيز روح الانتماء والتعاون مع جميع أبناء سيناء. وهدفنا هو حماية تراثنا للأجيال القادمة والمساهمة في تنمية المنطقة”.
وأضاف إن القبيلة ليست مجرد اسم في سجل التاريخ، بل هي شاهد حي على قدرة الإنسان على التكيف مع بيئته وحماية إرثه الثقافي والديني. وبفضل شيوخها وأبنائها، تظل القبيلة نموذجًا للأصالة والتعاون. مما يعكس الدور الهام الذي تلعبه في دعم استقرار سيناء والمحافظة على هويتها الفريدة.
ورغم عمق تاريخها وعراقتها، تواجه القبيلة تحديات عديدة، أبرزها تراجع النشاط السياحي الذي يعد مصدر دخل أساسي لكثير من الأسر. بالإضافة إلى محدودية الموارد في المنطقة الجبلية. ومع ذلك، يحاول أفراد القبيلة إلى تجاوز هذه الصعوبات من خلال تطوير مشاريع سياحية مستدامة وإحياء التراث السيناوي لجذب المزيد من الزوار.