كتابنا

حديث الإثنين: 59 عاماً مع ثورة 14أكتوبر

حديث الإثنين: 59 عاماً مع ثورة 14أكتوبر

بقلم احمد الشريف

وشعبنا اليمني يحتفل بالعيد التاسع والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة الذي صادف يوم الجمعة الماضي الموافق 14 أكتوبر 2022 م يقفز إلى الذهن سؤال كبير وخطير سبق لي أن طرحته في مثل هذه المناسبة الوطنية في عام مضى وهو :

هل من المعقول أن يأتي بعد هذه الفترة الطويلة ممن نعتبرهم أبناء وأحفاد ثوار 14 أكتوبر الذين هزموا الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس وأخرجوها من المحافظات الجنوبية مدحورة لتتحول إلى جزيرة صغيرة غرب أوروبا ليعيدوا الاحتلال من جديد ويسمحوا لمجموعة من البدو الرحل ممن يعيشون فيما يُعرف اليوم بمشيخات الإمارات العربية المتحدة وكان يطلق عليهم إعلام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بأنهم أذناب للإمبريالية والرجعية بل وعبيدا لها وكان ينادي بتحريرهم من عبوديتهم للغرب الامبريالي والرجعية السعودية ليصبحوا هم المتحكمين في مصير ما كان يعرف قبل قيام الوحدة اليمنية بالشطر الجنوبي من الوطن اليمني ويذلوا أبنائه ويفرضوا عليهم ما يريدون فزجوا ببعضهم إلى السجون بل ونصبوا لهم المشانق وأرسلوا البعض الأخر إلى الجبهات ليقاتلوا بالنيابة عنهم ويقدمون أنفسهم ضحايا من أجلهم ودفاعاً عنهم ووصل الحال بالبعض منهم إلى التفاخر بأنهم احتلوا أرضهم وجزرهم وحرروهم حسب زعمهم من سيطرة إخوانهم الشماليين الذين لولاهم ولولا مساندتهم ودعمهم ما تحرر الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني حيث شكلت لهم ثورة 26 سبتمبر في صنعاء خلفية نضالية وفتحت لهم مدن الشمال اليمني أبوابها لينطلقوا منها لمقاومة المحتل البريطاني وشاركهم إخوانهم في الشمال النضال بالمال والسلاح والرجال ولم يبخلوا عليهم بأي دعم حتى تحقق الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر عام 1967 م ليشكل بعد ذلك توحيد أكثر من عشرين سلطنة ومشيخة في دولة واحدة وتحت علم واحد النواة الأولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
ومن المفارقات العجيبة التي تستحق الوقوف عندها هي : إنما يحدث اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية من أحداث والسيطرة عليها من قبل المحتلين الجدد السعودية والإمارات أذناب بريطانيا وأمريكا وما استقدموه من مرتزقة إلى الجنوب اليمني لتشويه سمعة أبناء الجنوب يتم على مرأى ومسمع ممن تبقى من مناضلي ثورة 14 أكتوبر فلم يحركوا ساكنا إزاءه وبدا بعضهم وكأنه راض عما يحدث بل ومباركاً له ومنهم من هو مشاركاً مع الاحتلال فيما يقوم به من تدمير للجنوب لاسيما أولئك المتواجدين في فنادق الرياض وأبو ظبي من الذين كانوا يرفعون شعارات محاربة الرجعية والامبريالية ويصنفون أنفسهم على أنهم تقدميون واشتراكيون ، ولكنهم مع الأسف نسوا كل هذه الشعارات الرنانة وانبطحوا أمام مغريات المال المدنس فباعوا وطنهم وكرامتهم الوطنية مقابله ، معتبرين أن شمال الوطن اليمني الذي كان له الفضل الكبير في دعمهم لإخراج المحتل البريطاني من الجنوب هو المحتل الحقيقي ويجب محاربته والاستعانة عليه بالخارج وهذا ما حدث فعلا ، فقد وقفوا إلى جانب تحالف العدوان الذي قصف اليمن على مدار الساعة وقتل أبناءه ودمر بنيته التحتية واحتل المحافظات الجنوبية والشرقية وما يزال العدوان قائما للعام الثامن على التوالي ولم يسمح لمن يطلقون عليها الشرعية المزعومة بأن تعود لتقيم في أي منطقة من المناطق التي يزعمون أنها محررة ويقولون أن نسبتها قد وصلت إلى خمسة وثمانين في المائة من جغرافية اليمن ، بل انقلبوا عليها وأزاحوا المنحوس عبد ربه منصور هادي ونائبه واستبدلوهما بتشكيل ما أطلقوا عليه مجلس القيادة الرئاسي فماذا نسمي ذلك : هل هو احتلال وتفريط في السيادة الوطنية لليمن ، أم أنه تحرير حسب زعمهم ، وأنتم يا من تعتبرون أنفسكم مناضلين مقيمين في الرياض وأبو ظبي لا يسمح لكم بالمغادرة إلا بإذن من ولي أمركم ؟!..
لقد جاءت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م يا هؤلاء لتصحح مسار التاريخ ومن أجل أن يلتئم شمل الشعب اليمني في بيته الواحد وتحت راية جمهوريته الواحدة ولتكون له قيادته الوطنية الواحدة ويكون له دستوره الواحد وسلطات دولته الواحدة وهي الحقائق التي حلت على أذهان وعقول وتفكير الأعداء خاصة جارة السوء السعودية وعملائها في الداخل كالصاعقة و فضحت كل مؤامراتهم وخططهم الفاشلة والدنيئة ولم يتبق ليعبر عنها ويكشف بجلاء خلفياتها الحاقدة إلا ما قاموا به من عدوان بربري على اليمن أرادوا من خلاله أن يدمروا كل شيء ويعودوا باليمن إلى القرون الوسطى ولكن الله أراد للشعب اليمني غير ما يريده له الأعداء فنصر جيشه ولجانه الشعبية على أعتى قوة وأشر تحالف عدوان عرفه التاريخ الحديث.
بقي أن نقول ونحن نحتفل بعيد ثورة 14 أكتوبر المجيدة : إذا كان الإعلام المرتبط بالعدوان مباشرة لا يعترف بهذه الحقيقة ويصر على قلبها من خلال وقوفه مع الجلاد ضد الضحية فإننا نقول لمن يمثله في الداخل اليمني وهم كثرة استطاع الأعداء تجنيدهم :اتقوا الله في وطنكم وترفعوا عن كل الكتابات الهدامة والمجندة أصلاً لأغراض عنصرية وطائفية ومذهبية وعدائية موجهة بمشيئة أسيادكم ومموليكم ضد ما صار اليوم يمثله اليمن للعالم العربي بل وللعالم من أهمية بعد أن أثبت جيشه المسنود باللجان الشعبية بأنه قادر على أن يدافع عن الوطن اليمني ويحمي سيادته واستقلاله ومكتسباته وهو ما جعله حديث العالم خاصة بعد الحشود الكبيرة التي شهدتها ميادين العزة والكرامة في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية وتم خلالها استعراض ما وصلت إليه الصناعات العسكرية المتطورة بأياد يمنية فأخافت أعداء اليمن وأفرحت أصدقاءه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى