المزيد

قيثارة حلايب وشلاتين.. “الباسنكوب” آلة الفرح والعشق عند قبائل جنوب البحر الأحمر

أميرة جادو

على أنغام أوتار “الباسنكوب”، تبدأ خطوات راعى الغنم في السير وتنتهى، ظلت لسنوات طويلة رفيقة أهالي البدو للتعبير عن رسائل العشق خصوصاً عن قبائل البجا بحلايب وشلاتين بجنوب البحر الأحمر، ويطلق عليها الطنبورة وخاصة في قبائل العبابدة والنوبة، وهي من الآت الوترية التي صنعت من أعواد الشجر ربما يستغربها الكثيرون ولا يعرفونها، لكنها تعد أشهر آلة عزف وترية رفيقة لرقصات أهالي حلايب وشلاتين مطلقين على أنغامها «اوقناوى»، ومعتزين بها فى تراثهم الخاص، فهي آلة الفرح والعشق.

تعتبر هذه الآلة رفيقة أهل البادية في رحلات الرعي في الاودية المختلفة، حيث يعزف بها الراعي ليجمع أغنامهم ويسلي وقته بالأغاني التراثية بها. فهي صديقة أهالي الجنوب في رقصاتهم المختلفة الشهيرة، وتعد أشهر آلة وترية في حلايب وشلاتين صنعت من عود الأشجار.

لا يقام فرح أو حفل زفاف. إلا في وجود عازف الباسنكوب حيث أنها هي أساس الأفراح في حلايب وشلاتين.. وتشبه في شكلها آلة السمسمية وهي من الآلات التي لها تاريخ وانتشارها وتحريفها لآلات شبيه لها كان البداية من الباسنكوب بحلايب وشلاتين. يتم العزف على آلة الباسنكوب باستخدام اليد اليمنى فقط وتلك الآلة من الآلات القديمة ولم يحدث فيها تطور كبيرا.. إلا أن اشكالها تغيرت من مقوسة الشكل الي مستطيلة الشكل وغلفت بالجلد للحفاظ على أصالة صوت الوتر.

آلة تقليدية تتماشى مع الطبيعة الصحراوية

في هذا الإطار، يرى يوسف بدر محمد، الباحث في شئون القبائل العربية والأفريقية، أن كل محافظة لها تراث مميز يجعلها متفردة عن أي مكان آخر. والباسنكوب تعد من أهم الطقوس المهمة للاحتفالات بقبائل حلايب وشلاتين.. قائلًا: «سكان حلايب وشلاتين لهم ثقافة مختلفة تتماشى مع طبيعة المنطقة الصحراوية، والرقصة عليها بتعبّر عن الحماسة والإقدام والرجولة».

وأشار “محمد”، إلى أن افتتاح قصور للثقافة في حلايب وشلاتين أسهم في إبراز الفنون الفلكلورية التي تعبر عن طابع سكان المنطقة.. موضحًا: «الفرق الاستعراضية بتقدم العروض المختلفة التي أسهمت في أن ينتشر فلكلور وتراث المنطقة في كتير من المناسبات المختلفة».

طريقة عزف الباسنكوب

وعن انتشار الباسنكوب في دلتا مصر ومدن القناة وأكثر من دولة في شمال أفريقيا، يوضح الباحث في شئون القبائل العربية والإفريقية لـ “صوت القبائل العربية”.. أن السمسمية والطنبورة وأشكالاً موسيقية أخرى كلها تفرّعت من فن الباسنكوب.. قائلًا: «بيتم العزف على الآلة باستخدام اليد اليمنى فقط والآلة دي قديمة جداً.. كانت بتتصنع من أعواد الشجر ودلوقتي حصل فيها تطوير بشكل طفيف».

وأضاف الباحث في شئون القبائل العربية والأفريقية، إن الآلة الآن اتخذت أشكالاً مستطيلة، بدلاً من المقوسة وتم تغليفها بالجلود للحفاظ على أصالة صوت الوتر.. قائلًا: «مهم جداً أن يرافق الأوتار في الآلة فاصل خشبي عشان الصوت يكون ظاهر.. وهناك مشاهير عزفوا على الباسنكوب بمنطقة حلايب.. لكن مع احتفاظ كل منهم بطريقته الخاصة ومذهبه الفني في ضرب أوتار الآلة».

وأكد “محمد”، إنه لا يقام فرح أو حفل زفاف إلا في وجود عازف الباسنكوب، حيث أن آلة الباسنكوب هي أساس الأفراح في حلايب وشلاتين ورفيقة الرقصات.. ويطلق على أنغامها اسم أوقناوي. مضيفًا إن رحلات الرعي الطويلة في الأودية المتسعة ومع الوقت الطويل يقوم الرعاة بالعزف على الباسنكوب لقضاء وقتهم ومنهم من تعودت أغنامه عليها ويجمعهم بها عندما تتفرق في الأودية بحثا عن العشب. كما أنها أساس التراث الفني في حلايب وشلاتين ومرافقة للرقصات الشهيرة مثل رقصت “الهوسيت”.. وهى رقصة الاستعراض والقوه عند أهالي حلايب وشلاتين باستخدام السيوف. وهى أيضا من التراثيات في جنوب البحر الأحمر، ويستقبل بها الضيوف والمسئولين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى