حوارات و تقارير

دار الضرب بالقلعة.. الوحيدة التي لا تزال قائمة في مصر حتى اليوم

أسماء صبحي

دار الضرب أو الضربخانة هي دار سك العملة، وكانت دور ضرب العملة على جانب كبير من الأهمية. فهي ليست مجرد دار أو مبنى عادي، ولكنها المكان الذي يخرج منه إحدى شارات الحكم. وهي السكة او العملة التي يوضع عليها اسم الحاكم وألقابه، وهي أيضا الترمومتر الذي نقيس من خلاله ومن خلال ما يصدر عنه حالة الاقتصاد فى الدولة سلباً او إيجاباً.

وكان من شارات الحكم الدعاء للحاكم على المنابر ونقش أسماءه وألقابه على العملة. واليوم نتكلم عن دار ضرب هي الوحيدة التى ما تزال قائمة في مصر. وهي الوحيدة المسجلة في عداد الآثار، وهي أثر فريد وتم ترميمه مؤخرا، وتقع على يسار الداخل من باب المقطم أو الباب الرئيسي الحالي للقلعة. وهي قريبة من سراي العدل وبجوار أطلال قصر يكن باشا.

تاريخ دار الضرب

تقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن تاريخ ضربخانة القلعة يبدأ من عند الوالى العثماني إبراهيم باشا القبطان. الذي تولى الحكم في مصر عام 1121هـ/ 1710م. حيث أنشأه دارًا لضرب النقود، وذلك بصفته واليًا على البلاد والمنفعة العامة، وذلك لتكون مكانًا لسك النقود.

وأضافت داود، أنه عندما جاء محمد علي قام بتجديدها وترميمها وإضافة مبانٍ جديدة لها. وذلك عام 1227 هـ/ 1812، وكانت تجمع عددًا كبيرًا من الصناع والعمال بلغ في 1227 هـ / 1812 نحو 500 صانع. وهذا التاريخ مثبت في لوح رخامي على بابها الأوسط، ويتضمن سطرين نصهما: “جدد هذا المكان المبارك الوزير الأعظم محمد علي باشا وكان ذلك في عام 1227 هجرية”.

تصميم الضربخانة

وأشارت داود، إلى أن التخطيط المعماري لدار ضرب وسك العملة يتكون من مساحة مستطيلة لها حوش مكشوف. وألحقت به عدة حجرات متجاورة تعلوها قباب بنيت من الأجر أو الطوب الأحمر. وتميزت هذه القباب بوجود ما عرف بـ “المناور” أعلاها.

وأضافت أن هذه المناور ليس فقط للإضاءة والتهوية، وإنما أيضًا كمداخن لصعود الأبخرة والسناج المتخلف عن عملية الصناعة. وتتوسط الحوش حجرة بيضاوية الشكل مبنية بالحجر. ومع الوقت تهدمت مبانٍ كثيرة من دار الضرب بعد تصدعها وتشققها وسقوط بعض القباب الحجرية. إلا أن المجلس الأعلى للآثار أجرى مشروعًا متكاملًا لترميمها معماريًا، مما أعاد لها جزءًا كبيرًا من تاريخها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى