الحطب في حياة البادية.. أصل الطاقة فى الصحراء الشرقية

أميرة جادو
يعتمد سكان الصحراء الشرقية، خاصة في مناطق حلايب وشلاتين، على أعمال يومية متنوعة تشمل الرعي كحرفة رئيسية، إلى جانب جمع بقايا الأشجار لتحويلها إلى فحم وبيعها، والصيد على طول السواحل الممتدة. كثير من أبناء البادية يقضون جل وقتهم في الصحراء، التي تُعتبر موطنهم الأساسي.
أثناء تواجدهم في الأودية الجبلية، والتي تمتد لعشرات الكيلومترات، يعد تأمين الاحتياجات الأساسية، مثل الطعام والوقود، أولوية قصوى. ومع ندرة موارد الطاقة، يصبح الحطب الوسيلة الأهم للطهي والتدفئة، خاصة خلال رحلات الشتاء القاسية.
وفي هذا الإطار، كشف الحسن حامد، أحد أبناء قبيلة البشارية، أن الراحلون أو الرعاة يجمعون بقايا الأشجار أثناء تنقلهم، مدركين حاجتهم الماسة إليها عند استقرارهم في أي وادي.
شريان حياة الصحراء
تشتهر أودية حلايب وشلاتين بوفرة أشجارها، والتي تعتبر أساسية لنجاة السكان المحليين. فأودية بلا أشجار تعني حياة بلا موارد. رغم دخول بعض مصادر الطاقة الحديثة، يظل الاعتماد الأكبر في الطهي والتدفئة على الحطب. يقول “الحسن”، إن الحطب لا يزال الخيار الأفضل، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى مصادر الغاز.
في الصحراء، يستخدم الحطب لتجهيز الأطعمة التقليدية مثل الخبز الجابوري والعصيدة. عادةً ما يتولى الرجال مهمة جمع الحطب، حيث يبحثون عن بقايا أشجار الأثل والأكاسيا، المشهورة بجودتها وسرعة اشتعالها، لتلبية احتياجاتهم خلال فصل الشتاء.
وعي بيئي كبير
ومن جانبه، أوضح أحمد عبد الرازق، الباحث البيئي في المحميات الطبيعية، أن سكان المناطق الطبيعية يتمتعون بوعي بيئي كبير، فهم يمتنعون عن قطع الأشجار الحية، ويعتمدون على جمع الأشجار الميتة فقط، خاصة في مجاري السيول، ويعكس هذا السلوك حرصهم على الحفاظ على التوازن البيئي في محميات مثل محمية جبل علبة.
أكثر من مجرد مصدر طاقة
تعتبر شجرة الأكاسيا، أو السنط، من أهم الأشجار في مناطق حلايب وشلاتين، بعد موتها، تصبح مصدرًا أساسيًا للطاقة، وتوفر مأوى من حرارة الشمس للرعاة أثناء تنقلهم، كما تعد أوراقها غذاءً هامًا للأغنام والماعز والجمال، ما يجعلها شجرة حيوية للحياة في الصحراء.
أول ما يبحث عنه أهل البادية
عند وصولهم إلى الصحراء، يبحث سكان البادية أولاً عن بقايا الأشجار الميتة لاستخدامها كوقود أساسي. بالنسبة لهم، تعد الأودية الغنية بالأشجار رمزًا للحياة، حيث تسهم بشكل كبير في تلبية احتياجاتهم اليومية، وتوفير ملاذ آمن وسط قسوة الطبيعة الصحراوية.