تاريخ ومزارات

محلة دمنة.. قرية تاريخية ذاع صيتها لبسالة أهلها ضد الاحتلال الصليبي

دعاء رحيل

أكدت السجلات التاريخية أن محلة دمنة قرية  تقع شرق مدينه المنصورة على البحر الصغير وتبعد عنها بمسافة 9 كيلو مترات وهى قرية تاريخية ذاع صيتها بين القرى المجاورة قديما نظرا لقوة أهلها ضد الاحتلال الصليبي الذي غزا مصر وقامت معركة كبرى بين الفرنسيين وأهالي محلة دمنه بقيادة البطل المملوكى عد يسه بعد أن خطب الشيخ صالح وحيش خطبته الكبرى بمسجد الأربعين لحث الأهالى على القتال وتكونت قوة من عائلات محلة دمنة آن ذاك.

عائلات محلة دمنة

وشملت أفراد عائلات أبو العز ووحيش والطارة. واستأجر الشيخ صالح وحيش مجموعه من المماليك بقياده البطل عديسه وكانت تضم عائله (الجندى اغا) ودارت المعركة بضراوة دفاعا عن قرية نزلة وحيش. كما كانت تسمى قبل المعركة وسالت الدماء واستشهد الكثير من أبناء عائلات البلد والمماليك الذين دافعوا عن البلده الصغيرة وقتها ببسالة. وتنازل الشيخ صالح وحيش عن اسم البلده وسميت “محله الدماء” ثم تطور الاسم بعد ذلك إلى محلة دمنه وعاشت عائلتا عديسه والجندى اغا بالقرية. توافد ما يقرب من 150 عائله بعد ذلك للاقامه قي القرية.

 

كما تتميز قرية محله دمنه بكرم أهلها وحسن ضيافة الغريب. كان بمحله دمنه محكمه قضائية (مقرها الآن منازل عائله درويش) وقد ترأس هذه المحكمة قاضى القضاة الشيخ “محمد البهى وحيش الكبير” كما كانت تحوى ثلاث مدارس ابتدائية منها مدرسه “الخواجة” ومدرستين حكوميتين تابعين لوزارة المعارف. تعتبر محله دمنه من أهم القرى زراعيا بالمحافظة حيث يعمل أغلب أبنائها بالفلاحة ومن أهم محاصيلها “الأرز والقطن والذرة والبرسيم” .

قرية محلة دمنة في العصر الحديث

والجدير بالذكر أنه في  العصر الحديث أثناء حكم العائلة العلوية لمصر نزلت بها عائله “نصير” تركية الأصل ولو أنفسهم عمدا بالوراثة على محله دمنه حتى عام 1955م كان أخر عهد للعمودية بالقرية. تسكن هذه العائلة بين أهالى البلده وتنعم بالأمان إلى الآن. فى سنه 1952 وبعد قيام الثورة ونتيجة للإصلاح الزراعى والقضاء على الإقطاع تم إعادة توزيع الأطيان الزراعية على الفلاحين البسطاء. كان لمحله دمنه وقت ذلك ما يقرب من خمسة أو ستة شيوخ بلد في ذلك الوقت كالشيخ “المرسى سنجاب” والشيخ “عبد العزيز المصري” والحاج “محمد الطلخاوى” والحاج “طه الشامى” والحاج “المتولى فضل” والشيخ “صالح وحيش” والشيخ “محمد يوسف” والحاج “احمد عوضين” والشيخ “حسين الطاره الكبير” وقد تنصب كل هؤلاء الشيوخ منصب شيخ البلد في آن واحد. ألغيت التعددية لشياخة البلد وإنشاء أول مجلس قروى بمحله دمنه برئاسة فضيلة الشيخ “عبد المجيد وحيش المأذون” وأول مركز شباب برآسته أيضا. أنشأت الثورة بها نقطه شرطه لتحل محل العمودية وبها الآن مشيخة واحده ومدرسه ابتدائية ومدرسه اعداديه ومدرسه ثانوية ومدرسه ثانوية تجاريه ومعاهد دينية ومساجد ومستشفى عام ومساكن شعبيه وتم تزويدها بجميع المرافق العامة من صرف صحى ومياه وكهرباء ورصف طرق وري مغطى وأصبحت مدينه عام 2008 بقرار وزارى.وانتشرت بها التجارة والابنيه المعمارية الحديثة.

 

 

 

تذكر الوثائق التاريخية أن محلة دمنة هي مدينة لها تاريخ عميق تحولت من قرية إلى مدينة عام 2009.. وتعود إلى العصر القديم واسم ‏دمنه مشتق من الاسم المصري القديم (دي من) ويعني المدينة ..أما المحلة فهي منطقة تحل عليها بعض القبائل العربية ‏وتستوطنها.

محلة دمنة قاومت الصلبيين

وفي هذا الصدد قال  الدكتور محمد فوزي أستاذ التاريخ في جامعة مطروح، إن مدينة محلة دمنة تقع على الضفة الجنوبية للبحر الصغير، وأثناء معارك المصريين ضد الصليبيين قاوم أهلها قوات دي أرتوا شقيق الملك ‏لويس التاسع عندما قام بعبور البحر الصغير من قرية سلامون المجاورة وهذا العبور كان سبب هلاكه بعد ذلك.. وبعد ‏‏500 سنة خرج منها بطل مهم جدا في تاريخ مقاومة مصر لنابليون بونابرت هو الثائر علي العديسي الذي قام بقيادة مذبحة ‏عساكر الحامية الفرنسية.

ونوه  أستاذ التاريخ في جامعة مطروح ” أن نتيجة هذه البطولات والتضحيات التي قدمها الكثير من أهل البلدة اعتقد أهل القرية من كبار السن أن أصل اسم القرية هو ‏محلة الدماء وهذا كلام غير حقيقي، فهي محلة الدمنة منذ مئات السنين وربما ألوف السنين.

كما قال ونوه  أستاذ التاريخ في جامعة مطروح “، أنه تم تأسيس وحدة محلية من وقت مبكر سنة 1962 وقسم شرطة سنة 1997 ومنذ زمن وبها أكثر من مدرسة ومدرسة ‏تجارية تخدم المنطقة بأسرها.، وكانت بلدة منية محلة دمنة التي تقع في الضفة الأخرى لمحلة دمنة عبارة عن جزيرة ‏تحيطها المياه فكانت محلة دمنة تسمى ( محلة دمنة وجزيرتها) .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى