قبائل و عائلات

أسرار قبيلة الدوجون الغامضة وعلاقتهم بالمصريين القدماء ونجوم السماء

تعتبر قبيلة الدوجون في مالي من بين أكثر القبائل إثارة للغموض، حيث يتميز تاريخها بالثراء والتعقيد، وتحيط به أسرار عديدة لم تكشف بعد.

وفي هذا الإطار، يؤكد بعض الباحثين، أن أفراد هذه القبيلة ينحدرون من أحفاد المصريين القدماء، نظرًا لتشابه بعض معتقداتهم وممارساتهم مع ما عرف عن الحضارة الفرعونية.

كما تعد معرفة شعب الدوجون بعلم الكونيات والنجوم أحد أبرز العوامل التي جذبت اهتمام الباحثين، ودفعتهم لدراسة هذه القبيلة الفريدة.

ارتباط غامض بالمصريين القدماء

من بين أبرز السمات اللافتة في ثقافة الدوجون اهتمامهم بعلم الفلك، وهو ما يربطهم – في رأي الكثيرين – بالمصريين القدماء،  إذ يعرف عن شعب الدوجون امتلاكهم معارف دقيقة تتعلق بالنجوم والكواكب، وبخاصة نجم “الشعرى اليمانية” (Sirius)، على الرغم من عدم امتلاكهم لأي أدوات تكنولوجية حديثة.

ويعزز هذا التعمق في المعرفة الفلكية من فرضية وجود علاقة حضارية قديمة تربطهم بالمصريين القدماء.

رقصات ومنحوتات تقليدية

وكغيرهم من الشعوب، يتميز الدوجون بثقافتهم الفريدة ومهاراتهم المتنوعة، إلا أن ما يميزهم بشكل خاص هو فنونهم التقليدية.

كما يعتبر الرقص من العناصر الأساسية في طقوسهم واحتفالاتهم، ويحمل في طياته دلالات دينية وثقافية.

ويشتهر أفراد القبيلة بمهاراتهم في فن النحت على الخشب، حيث تجسد منحوتاتهم رموزاً دينية ذات معاني عميقة.

إبداع في تصميم المباني

لا يقتصر تميز قبيلة الدوجون على الفنون والرقص، بل يمتد إلى العمارة أيضاً، حيث تعرف مبانيهم بتصميمها الهندسي الفريد الذي يجمع بين الجمال والبساطة والوظيفة العملية.

كما تعكس هذه المنشآت مدى تناغمهم مع الطبيعة، وقدرتهم على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة التي تفرضها طبيعة المنطقة الجبلية القاسية التي يعيشون فيها.

أسرار قبيلة الدوجون

وتجدر الإشارة إلى أن قبيلة الدوجون تعرف أيضاً بطقوسها الغامضة التي تضفي على ثقافتهم طابعاً فريداً.

وتشمل هذه الطقوس سلسلة من الممارسات التي تبدأ بالرقصات الاحتفالية، وتصل إلى طقوس دفن خاصة لا يسمح لغير أبناء القبيلة بالاطلاع على تفاصيلها الدقيقة.

كما تحاط هذه الطقوس بسرية تامة، مما يزيد من الغموض الذي يلف هوية الدوجون ومعتقداتهم.

الدفن في كهوف على المنحدرات

ومن بين أبرز الطقوس التي تميز قبيلة الدوجون، طريقة دفن موتاهم في كهوف تقع على المنحدرات الصخرية، هذه الكهوف تعتبر مناطق مقدسة ولا يُسمح بدخولها إلا لأقارب المتوفى.

كما يعتقد أبناء القبيلة أن هذه المواقع تحتوي على قوى روحية وسحرية، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من التراث الروحي المتوارث عبر الأجيال، ومحاطة بهالة من القداسة والغموض.

احتفالات تحيي الأجيال

لا تنحصر الغرابة في عادات الدوجون عند طقوس الدفن، بل تمتد إلى طقوس الاحتفال أيضاً، خاصة تلك التي تتجلى في الرقصات القبلية.

وتعتبر رقصة “سيجي” من أبرز هذه الطقوس، وهي رقصة تقام مرة واحدة كل خمسين عاماً، وتجسد مفهوم “تجديد الأجيال”.

والجدير بالذكر أن هذه الرقصة ليست مجرد عرض احتفالي، بل تعد طقساً مقدساً يعكس مدى ترسخ المعتقدات الروحية لدى أفراد القبيلة وارتباطهم العميق بجذورهم الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى