تاريخ ومزارات

“القصر الإسلامية”.. أول قرية استقبلت القبائل العربية بالواحات

دعاء رحيل

تمثل قرية القصر الإسلامية واحدة من أشهر المعالم التاريخية والسياحية في الواحات. وهي من أقدم المواقع التاريخية الإسلامية في العصر القديم. وكانت تعد مقصد للحجاج والقوافل من المغرب العربي إلى منطقة الحجاز وتوجد على بعد 32 كم شمال مدينة موث عاصمة الداخلة الوسطى. وأطلق عليها هذا الاسم لأنها تحت أنقاض هذه القرية توجد بقايا قصر روماني قديم. يحدها من الشمال جبل مرتفع ومن الشرق بئر العين ومن الجنوب الحامية ومن الجنوب مسجد نصر الدين. ومن الغرب مرقد الشيخ حمام وفي نهايته الشمالية ضريح الشيخ أبو بكر.

أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية

وفي هذا الصدد قال الخبير الأثري إبراهيم بشندي إن قرية القصر تعد أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجري حيث ازدهرت في العصر الأيوبي. وكانت عاصمة الواحات وبها قصر الحاكم وهى أصل التسمية أحد مداخل القصر الإسلامية القديمة المسماة (بالحصن). كما تعتبر بمثابة متحف تاريخي مفتوح لعدة عصور كالفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية .

وأفاد بشندي بأن القرية يظهر بها ملامح التاريخ الروماني من خلال وجود أحجار القصر الروماني التي تم استخدامها في بناء واجهات المنازل القديمة. حيث يعود تاريخ بناء القصر إلى القرن العاشر الهجري” السادس عشر الميلادي”. وامتد العمران بها حتى العصر العثماني. وللمدينة تخطيط هندسي رائع حيث تم تقسيمها إلى دروب وأحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير وللقرية عشر بوابات تغلق على عشر حارات ليلا خوفا من غارات القبائل المعادية.

وأشار الخبير الأثري الي ان ملامح العمارة القديمة موجودة في القرية حتي الآن. وهى عبارة عن حارات كانت تغلق ليلا ولكل حارة بابين إحدهما للدخول والآخر للخروج لا يفتحهما بعد ذلك إلا شيخ الحارة في الصباح الباكر. واشتهرت القرية في ذلك الوقت بالعديد من الحرف سميت على اسمها بعض الحارات والدروب كحارة النجارين والحدادين ولا تزال بعض تلك الحرف باقية حتى الآن وأهمها صناعة الأواني الفخارية بمنطقة الفاخورة.

بيوت قرية القصر القديمة

كما أكد بشندي، أن بيوت قرية القصر القديمة التي أسست من الطوب اللبن أثناء العصرين الأيوبي والعثماني. بالدقة والنظام والارتفاع والتصميم المعماري النادر. الذى يؤدى إلى انخفاض درجات الحرارة داخل القصر إلى 12 درجة مئوية مقارنة بمن حولها من قرى. لوجود نظام هندسي للتهوية يسمح بدخول الهواء الرطب إلى البيوت ويطرد الهواء الساخن. حيث إن الشوارع والممرات ضيقة تحدث تبريدا طبيعيا في الصيف.

 

واستكمل بشندي حديثه، قائلًا: إن القرية بها محتويات أثرية تتضمن أقدم معصرة لزيت الزيتون بالمحافظة. وهى عمرها حوالى 6 قرون ومدرسة العلوم الشرعية. أنشئت في عهد المماليك منذ حوالى 500 عام في مدينة القصر الإسلامية بمحافظة الوادي الجديد. وحولها الأتراك بعد ذلك إلى محكمة وسجن. وظلت على حالها حتى تم ضمها للمعالم الأثرية الإسلامية وأصبحت مزارًا هامًا لكل رواد وزائري محافظة الوادي الجديد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى