عادات و تقاليد

القضاء العرفي ومستقبل الثقافة البدوية  في البوادي العربية المعاصرة  تحولات المجتمع البدوي المعاصر

الشيخ / صالح المسعودي في حواره لمجلة القبائل العربية 

حوار / حاتم عبد الهادي السيد

الحاج / صالح بن محمد بن عيد البريدي المسعودي أحد أبرز مثقفي البادية السيناوية؛ وواحداً من الكبار الذين أسسوا للعرف القبلي والقضاء العرفي منهاجية؛ وورث هذا العلم كابراً عن كابر، والذي هو مشتق من قيم البادية الجميلة، بداية حدثنا عن القضاء العرفي، أهميته، دوره في مجتمع البادية؟ .

– القضاء العرفي هو أهم مصادر القانون المدني المعمول به، والعرف هو ما تعارف عليه الناس ورسخ في وجدانهم وجربوه وعملوا به، ثم إن القضاء كما يعلم القاريء المحترم لم يكن في يوم من الأيام إلا كما وصفه الله -سبحانه وتعالى- فقد ذكر في كتابه الكريم: وداود وسليمان إذ يحكمنا في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهما شاهدين. ففهمناها سليمان صدق الله العظيم. وهنا مربط الفرس فالقضاء بالفهم، ورؤية القاضى المستمدة من الشرع، كما وصفه رب الأرباب، ولم يكن في يوم من الأيام بالحفظ؛ أو من خلال التجول في في أماكن القضاء.

-هل يختلف القضاء العرفى في البوادى العربية المصرية الأخرى، وما الفرق بينه وبين القضاء العشائرى في الأردن، أو قضاء القلطة وغير ذلك؛ كما هو موجود قديماً في البوادى الأخرى كالإمارات والسعودية وبلاد الشام على سبيل المثال؟

– بالنسبة لهذا السؤال الخاص بمدى اختلاف القضاء العرفي في بادية مصر عن غيرها من الدول العربية، فأنا عن نفسي تابعت الكثير من قضايا الأردن على الأخص، ولم أجد اختلافا جوهرياً بيننا سوى في لهجات البلاد وهذا الأمر أعتقد وبشكل أشمل أن معظم بادية العرب بتنوع لهجاتها قضاؤهم واحد، متشابه، إلا أن نفس الحلول ونفس الفكر القضائي العرفي هو السائد في تلك البلدان الشقيقة، وكذلك في الإمارات، والسعودية.

-هل لا زال أهل البادية يأخذون بالقضاء العرفى؟ أم أصبح تراثاً لا يعمل به؛ وهل القضاء متسق مع الأنظمة والقوانين والدستور في البلدان العربية؟

– القضاء العرفى موجود بوجود أهل البوادى العربية، إلا إن الأمر الذي أريد التركيز عليه في بداية الأمر أي في مقدمتي، أنه لا بد من أن يكون القضاء العرفي متخذا من شرع الله هدفا ومنهاجا فأي حكم لا تكون مرجعيته لشرع الله فو باطل رغم عدم وجود تضاد في معظم الأحيان مع القوانين، ولكن هنا التركيز ليوصي بعضنا بعضاً بضرورة الالتزام بأحكام الله وعدم معارضتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى