قبائل و عائلات

قبائل العرب البائدة.. من هم أصحاب الأيكة وكيف أهلكهم الله؟

أميرة جادو

هم إحدى القبائل التي كانت تقطن في شمال غرب الجزيرة العربية وكانوا من العرب القدماء، وتجد بقايا منازلهم في مدينة البدع بالمملكة العربية السعودية، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم بان الله سبحانه وتعالى بعث لهم نبيه  “شعيب” و امرهم بترك الغش في الاوزان وحثهم على المتاجرة الشريفة ولكنهم رفضوا دعوته ولم يؤمنوا بالله ولم يتركوا المعاصي واستمروا في اعمالهم، والمعروف عنهم ايضا انهم كانوا يحفرون منازلهم في الجبال .

تسمية قوم مدين بأصحاب الأيكة

لقد اطلق الله سبحانه وتعالى على قوم شعيب “قوم مدين” باسم أصحاب الأيكة في العديد من الآيات القرآنية منها:

  • في سورة الحجر – الآية (78)، بسم الله الرحمن الرحيم “وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ” صدق الله العظيم.
  • سورة الشعراء الآية (176)، بسم الله الرحمن الرحيم “كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ” صدق الله العظيم.
  • كما ورد ذكرهم في سورة ص – الآية (13)، بسم الله الرحمن الرحيم “وَثَمود وَقَوْم لُوطٍ وَأَصْحَاب الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَاب” صدق الله العظيم.
  • وفي سورة ق – الآية (14) بسم الله الرحمن الرحيم “وَأَصْحَاب الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تبَّعٍ كلٌّ كَذَّبَ الرّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ” صدق الله العظيم .

واختلفت الآراء  في كَوْن أصحاب الأيكة هم أنفسهم أهل مدين، ولكن اتفق بعض من المفسرين على أن قوم شعيب “قوم مدين” هم أصحاب الأيكة، والأيك فهو الشجر الملتف حول بعضه اطلق عليهم اسم اصحاب الايكة لانهم كانوا يعبدون شجر الايك، واشتهروا بانهم رعاة للغنم كما كان منهم تجار معروف عنهم الغش في الاوزان .

كما رجح أن أصحاب الأيكة و قوم مدين هم أمة واحدة ارسل الله لهم شعيب، وهذا استنادا على ابن كثير “فأن صفات اصحاب الايكة تنطبق على صفات مدين وهي الغش بالوزن”.

دعوة نبي الله شعيب

حاول نبي الله شعيب صد قوم مدين “اصحاب الايكة” عما يفعلون ولكن لم ينصتوا اليه ابدا، فاخذ يقول لهم‏ لا تصروا على الكفر والفساد حتي لا يصيبكم  ما أصاب قوم نوح وهود عليهم السلام وكذلك قوم صالح وقوم لوط الذين اصابهم نقمة الله وعذابه، و لكنهم لم ينتهوا بل قالو له يا شعيب انك ضعيفا ولعل هذا لان يذكر أن شعيب كان ضرير البصر، و برغم من كل هذا لم يمل و لم يئس نبي الله شعيب من دعوته لهم، حتى  ان جاء امر الله  فنجينا شعيب و من آمن  معه برحمة من الله تعالى ، اما الذين اظلموا فأخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين

هلاك قوم شعيب

كان قومه في سوقهم يتاجرون ويظلمون الناس، ويهتمّوا بجمع الكثير من الأموال من خلال الحرام، وذات يوم حل الظلام، واهتزت الأرض فدمرت المدينة، وخرجَ مِنها المؤمنين بسلامٍ وأمان، وأما الكفّار في قرية الأيكة فقد أصابهم عذاب يوم الظلة، كما جاء في قوله-تعالى-: (قالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالاتِ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم فَكَيفَ آسى عَلى قَومٍ كافِرينَ)، وكانوا قد طلبوا من الله -تعالى- أن يرسل عليهم كسفاً من السّماء كما ذكر في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَإِذ قالوا اللَّـهمَّ إِن كانَ هـذا هوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَليمٍ)، فكان عذابهم من جنسِ ما طلبوا.

فأرسل الله -تعالى- عليهم سبعة أيامٍ من الحرّ الشديد، وبعث لهم سحابة “غيمة” فاحتموا بظلها، فنزلَ عليهم حجارة من نار فأهلكتهم، كما جاء عن ابن عباس أنَّه قال: “فَذَلِكَ عَذَابُ يَوْمِ الظلةِ، إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”، وكانوا يظنّون أنَّ هذه السّحابة نجاةٌ لهم من شدَّةِ الحرِّ الذي كانوا به، ولكنَّها كانت عذاباً لهم، قال -تعالى-: (فَكَذَّبوه فَأَخَذَهمْ عَذَاب يَوْمِ الظلَّةِ)، ويتضح لقارىءِ القرآنِ أنَّ اللهَ -تعالى- بيّن أنَّ قوم شعيب -عليه السلام- قد أهلكوا بثلاث طرق مختلفة بحسب حالهم؛ فمرة أخذتهم الصّيحة كما في سورة هود، ومرة أخذتهم الرجفة كما في سورة الأعراف، ومرة أسقط عليهم كِسَفاً من السّماء وأخذهم عذاب يوم الظلة كما في سورة الشعراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى