قبيلة الجبور.. إرث عربي يمتد عبر التاريخ وأسطورة فارسها الصحابي

تعد قبيلة الجبور إحدى القبائل العريقة التي تعود جذورها إلى قبائل زبيد من مذحج القحطانية ذات الأصل اليماني، حيث انطلقت من اليمن إلى نجد، ومنها انتشرت في أرجاء الجزيرة العربية وما جاورها، حاملة معها إرثًا عريقًا يمتد لقرون.
ينتمي أبناء القبيلة إلى الفارس الصحابي عمرو بن معد يكرب الزبيدي القحطاني، وهو أحد فرسان العرب المشهورين بالشجاعة والإقدام. تعددت الروايات حول نسب القبيلة بين ارتباطها بالسلطان جبر الذي تنسب إليه عشائر الجبور وبين انتمائها المباشر إلى الفارس عمرو بن معد يكرب، إلا أن المتوارث بين أفراد القبيلة يثبت نسب السلطان جبر وفق سلسلة طويلة من الأجداد تمتد عبر التاريخ، وصولًا إلى زبيد الأكبر بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك (مذحج) بن أدد بن زيد، ثم إلى يعرب بن قحطان، الجد الأكبر للعرب القحطانيين.
تفرعات قبيلة الجبور
أنجب السلطان جبر خمسة أبناء، وهم: الأمراء جبارة، عبيد، محمد، خالد، وعبدالله، وقد تفرعت عنهم عشائر كبرى تحمل أسماءهم وأسماء أبنائهم.
انحدر من الأمير جبارة عدد من العشائر، أبرزها الهياجل، البوانجاد، البو طعمة، البو سالم، البو خطاب، البو عمير، والدهامشة، ويعرف أبناؤه باسم الجبور أو الجبوري. أما الأمير عبيد، فقد تفرعت عنه عشائر البو شعبان، السيف، الحازم، والمحمد، ويعرف أحفاده بعشائر العبيد.
أما الأمير محمد، فأنجب حسين ولهيب العطية وحمد، وانحدرت عنهم عشائر اللهيب. في حين كان الأمير عبد الله أصغر أبناء السلطان جبر، وينحدر منه الجمور الذين استقر بعضهم في البحرين، بينما انتقل آخرون إلى شمال العراق واندمجوا مع الأكراد.
أما الأمير خالد، فأنجب ناصر الذي أنجب بدوره حسين، ليأتي من بعده الأمير زامل، مؤسس إمارة الجبور عام 1417 في شرق الجزيرة العربية. أنجب الأمير زامل ثلاثة أبناء هم الأمراء أجود، سيف، وهلال، ومن نسلهم جاءت قبائل بني خالد، خاصة بعد سقوط دولتهم على يد البرتغاليين.
لم تكن قبيلة الجبور مجرد تجمع عشائري، بل كانت قوة حربية بارزة سطرت بطولات خالدة في تاريخ الجزيرة العربية. واجه أبناؤها الغزاة والمحتلين في معارك مصيرية ضد البرتغاليين، البريطانيين، العثمانيين، والفرس، حيث كانوا في طليعة المدافعين عن أراضيهم، محافظين على إرثهم القتالي ومكانتهم بين القبائل العربية.