روسيا تستهدف السكك الحديد في كييف.. وأمريكا تعلن الحرب على أوكرانيا سبب صعود الأسعار المخيف
دعاء رحيل
أطلقت القوات الروسية -فجر الأحد- ضربات عدة استهدفت بنى تحتية للسكك الحديد في كييف، هي الأولى منذ نهاية أبريل لماضي، في الوقت الذي اتهمت فيه كييف موسكو باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في خاركيف، من جهة ثانية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حرب الرئيس الروسي فلادمير بوتين على أوكرانيا تتسبب في ارتفاع الأسعار.
وبدوره قال رئيس الشركة العامة الأوكرانية للسكك الحديد أولكسندر كاميشين أن 4 صواريخ أصابت مصنع تصليح المقطورات في دارنيتسيا. وأضاف عبر “تلغرام” أن أحد العمال أصيب بجروح.
ونوه كاميشين أن المصنع غير معني بالمعدات العسكرية بل يصلح مقطورات تنقل صادرات من الحبوب.
وفي وقت سابق أكدت روسيا أنها دمرت في ضربات جوية الأحد على كييف آليات مدرعة تسلمتها أوكرانيا من دول في شرق أوروبا. وهذه الضربات هي الأولى منذ أسابيع عدة.
وتلعب خطوط السكك الحديدية دورا حيويا منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير التي دمرت الاقتصاد الأوكراني، إذ تم استخدامها كشريان تصدير بديل عن البحر الأسود المحاصر بسبب الحرب.
قصف وأهداف
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف إن “صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف دمرت دبابات “تي-72″ (T-72) قدمتها دول في شرق أوروبا ومدرعات أخرى كانت موجودة في مستودعات تابعة لشركة لتصليح مقطورات” للسكك الحديد.
لكن المسؤول الأوكراني قال “روسيا تكذب. هدفهم هو الاقتصاد والمدنيون الأوكرانيون. إنهم يريدون حرماننا إمكان تصدير المنتجات الأوكرانية إلى الغرب”.
وتحدّث رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو عن “انفجارات عدة في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي” جنوب شرقي العاصمة، من دون تحديد ماهية المواقع المستهدفة.
وبسحب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية فإن الجيش أقام ممرا آمنا في محيط بنى تحتية للسكك الحديد مانعا الوصول إليها، موضحين أن الواجهات الزجاجية لمبنى مؤلف من 10 طوابق تحطّمت بالكامل.
وجاء في منشور لهيئة أركان الجيش الأوكراني على فيسبوك أن “المعتدي (الجيش الروسي) يواصل إطلاق الصواريخ وشن الضربات الجوية على بنى تحتية عسكرية ومدنية في بلادنا، خصوصا في كييف”.
وفي سياق متصل، قالت قيادة سلاح الجو الأوكراني إن دفاعاتها دمرت صاروخا روسيا في سماء العاصمة كييف، وأكدت أن الجيش الروسي أطلق عدة صواريخ صباح اليوم باتجاه العاصمة كييف من بحر قزوين. وأفادت مصادر محلية أن القصف استهدف مصنعا لصيانة الدبابات والمدرعات. من جهته قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن شخصا أصيب في القصف الروسي الذي استهدف منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي بالعاصمة.
وكانت روسيا قد صرفت تركيزها عن كييف في نهاية مارس ومطلع أبريل الماضيين، لكنها عادت وقصفت المدينة في 28 من شهر أبريل خلال زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
معارك واتهامات
وفي تطورات ميدانية أخرى، أكدت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن المدفعية الأوكرانية قصفت أهدافا مدنية في 9 مناطق وسط المدينة، وأضافت أن استخدام المدفعية الثقيلة في قصف المناطق السكنية والبنية التحتية أصبح أكثر تواترا.
في سياق موازِ، قال رئيس بلدية مدينة كراماتورسك ألكسندر غوشارينكو، إن القوات الروسية قصفت مَصنعين في المدينة وإن عدد القتلى المدنيين في القصف الروسي على مقاطعة دونيتسك ارتفع إلى 10 خلال 24 ساعة.
وبدوره قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن “قواتنا المسلحة طهّرت نصف” هذه المدينة الصناعية من القوات الروسية، مضيفا أن “نصف المدينة بات تحت سيطرة قواتنا”.
وقبل ذلك، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية سيطرت على الحي الشرقي لمدينة سيفيرودونيتسك وتواصل محاولتها اقتحام مدينة ليسيتشانسك المجاورة وتطويق المدينتين وقطع خطوط إمدادهما.
وأعلن الجيش الروسي السبت أن الوحدات العسكرية الأوكرانية تنسحب من سيفيرودونيتسك، لكن رئيس بلديتها أولكسندر ستريوك أكد أن القوات الأوكرانية تقاتل لاستعادة المدينة.
وقال في مقابلة تم بثها على تلغرام “نقوم بكل ما هو ممكن لاستعادة سيطرة أوكرانيا التامة” على المدينة.
كما أعلن المتحدث باسم رئيس الإدارة الإقليمية في أوديسا مقتل الجنرال الروسي رومان كوتوزوف قرب مدينة بوباسنايا بإقليم لوغانسك.
وفي ضوء المعارك التي يشهدها شرق أوكرانيا، اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية الجيش الروسي باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في المعارك الدائرة في محيط مدينة خاركيف شرقي البلاد.
حرب وتداعيات
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حرب بوتين على أوكرانيا تتسبب في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن شحنات الحبوب من أوكرانيا توقفت بسبب الحرب الروسية.
ولفت إلى أن أوكرانيا لديها 20 مليون طن من الحبوب لا تستطيع تصديرها للسوق العالمية بسبب الحرب التي تشنها موسكو عليها.
وفي سياق متعلق بهذه الأزمة، دعا رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ماكي سال نظيره الروسي بوتين لإدراك أن الدول الأفريقية ضحية للصراع في أوكرانيا.
وأضاف سال خلال استقباله من الرئيس بوتين في سوتشي الروسية أن إمدادات الغذاء العالمية يجب ألا تشكل جزءا من العقوبات على روسيا. من جانبه، قال الرئيس الروسي إن العقوبات على بلاده فاقمت أزمة الغذاء وإنه لا منافذ لديها للحبوب والأسمدة.
وفي ختام اجتماع جمع الطرفين بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأفريقية موسي فكي، قال رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس السنغال ماكي سال، إن الرئيس الروسي أعرب عن استعداده لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية.
وأشار سال في تغريدة له على تويتر، إلى أن روسيا أعربت عن استعدادها لضمان تصدير قمحها وأسمدتها، ودعا جميع من وصفهم بالشركاء إلى رفع العقوبات المفروضة على القمح والأسمدة.
وفي هذا الإطار أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد روسيا تزويد الدول المحتاجة بالحبوب شريطة رفع القيود المفروضة بهذا الشأن.
ونوهت زاخاروفا في إيجازها الصحفي الأسبوعي إنه إذا تمت إزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية فستكون روسيا مستعدة لضمان أمن السفن الناقلة للحبوب ومرافقتها.
وأكدت المسؤولة الروسية أن موسكو أعادت العمل في موانئ ماريوبول متهمة الغرب بمنع السفن الأجنبية من الخروج من الموانئ.
تهديد ودعوات
على صعيد سياسي آخر، قال بوتين إن قوات بلاده ستقصف أهدافا في أوكرانيا لم تستهدفها من قبل، في حال تزويد واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى.
وأضاف بوتين، في تصريح لوسائل إعلام روسية أن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا براجمات صواريخ لتعويض خسائرها العسكرية لكن ذلك لا يغير الموقف بشكل جوهري، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الدول المحيطة بصربيا أغلقت المجال الجوي أمام طائرة تقل الوزير سيرغي لافروف كانت تتجه إلى بلغراد.
وفي سياق متصل بدعوات التهدئة، جدد البابا فرانشيسكو الأحد دعوته لإجراء “مفاوضات حقيقية” لوقف ما أسماه “تصعيدا يزداد خطره” للحرب في أوكرانيا.
وقال البابا من نافذة مطلة على ساحة القديس بطرس “مع استعار الدمار والموت الذي يؤجج تصعيدا يزداد خطره على الجميع، أجدد مناشدتي لقادة الدول: أرجوكم لا تقودوا البشرية إلى الدمار”.
وبعد أكثر من 100 يوم على اندلاع الحرب، دعا البابا لإجراء “مفاوضات حقيقية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل” لوضع حد لها.
والسبت أكد البابا البالغ 85 عاما رغبته في زيارة أوكرانيا، لكنه قال إنه ينتظر “اللحظة المناسبة”.