تاريخ ومزارات

مقر الحب والتراث.. حكاية متحف سعد الخادم وعفت ناجي

أميرة جادو

تضم أرض مصر العديد من الأبنية التي تعكس العراقة والتاريخ، وشكّلت متحفًا مفتوحًا يمكن من خلاله التعرف على الأساليب الفنية المختلفة والطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.

ووفقًا لما ذكر في كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد، تعتبر قصور مصر تاريخ لا يزال حيا لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراً في ومضة هنا وأخرى هناك.

حكاية قصر سعد الهادم وعفت ناجي

أستمرت الكاتبة في جولتها لتغطية أكبر قدر القصور والبيوت التاريخية المهمة في أحياء مصر، واليوم جولتها في قصر سعد الخادم وعفت ناجي، وهو منزل شاهد على قصة حب اثنين من الفنانين المصريين، ويعبر عن حبهما وتقديرهما للفنون.

محتويات المتحف

كان المكان بمثابة حلم وهدف للفنانة عفت ناجي، لأنها أرادت متحفًا واحدًا يضم جميع أعمالها وأعمال زوجها، رفيق مشوارها في الحياة والفن، وكانت قبل وفاتهما أسست متحفاً أنثربولوجياً مصغراً يضم كل ما سعى الفنان سعد الخادم لاقتنائه من أماكن مختلفة؛ مخطوطات قديمة وأحجبة ذات تمائم سحرية ونورج حوله إلى مقعد بعد أن اكتسى بنسيج صوفي مزخرف وفانوس مملوكي حديدي كبير مدلى من السقف ومحلى بالزجاج الملون، وأشياء تراثية مثل صندوق الدنيا ومجموعة ملابس مملوكية احتفظ بها داخل “صندوق عروسة” خشبي ريفي.

وصية عفت ناجي

وقد أوصت عفت بأن يصبح المنزل متحف يضم أعمالها وزوجها، وكافة المقتنيات الموجودة فيه، في عام 1962 أتمت اتفاقاً مع وزارة الثقافة لتحويل مرسم شقيقها محمد ناجي إلى متحف ثم أبرمت اتفاقاً آخر بتحويل بيتها إلى متحف للإبداع الشعبي.

وقد قامت الوزارة بترميم العديد من القطع التراثية والتاريخية الموجودة في المنزل، مثل مجموعة قطع فخارية أثرية من العصر الروماني، وترميم الأثاث في المنزل وهي من طرز مختلفة ومنها أثرية على الطراز العربي.

ويقع المتحف في القاهرة تحديدًا بحي الزيتون، على مساحة 520 مترًا مربعًا، ويعد وعاء لحفظ تراث الفنانين باعتبارهما اثنين من أعلام الفن بمصر فى النصف الثانى من القرن العشرين، ورائدين فى مجال الفن الشعبى ودراساته.

والجدير بالذكر، أن الفنانة عفت ناجى تزوجت من الفنان سعد الخادم رائد الدراسات والفنون الشعبية بمصر عام 1945، وتعاونت معه فى إنجاز بحوثه المختلفة فكان اقترانها به بداية تحول فى إنتاجها الفنى شكلا ومضمونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى