حوارات و تقارير

العدوان الروسي..أوكرانيا تؤكد تقدم قوات موسكو  خلال المعارك الجارية في الشرق والجنوب

دعاء رحيل
أقرت كييف، أمس الأربعاء، بتقدم القوات الروسية خلال المعارك الجارية في الشرق والجنوب، وفيما نشرت الاستخبارات البريطانية تقديرات جديدة بشأن السيطرة على المجال الجوي الأوكراني، حذر مسؤول روسي من أن هذا البلد قد تنهار وينقسم لعدة دول.
 
فقد أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم أن القوات الروسية سيطرت على قريتي زاريتشني ونوفوتوشكيفسك في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، بيد أنها أكدت في المقابل صد 6 هجمات روسية استهدفت مواقع للجيش في لوغانسك ودونيتسك بالإقليم نفسه خلال الساعات الـ 24 الماضية.
 
وقالت أيضا إن القوات الروسية تتقدم باتجاه بلدة بارفينكوفا في جبهة إيزيوم بمقاطعة خاركيف (شرق) قرب إقليم دونباس.
 
وأضافت الأركان الأوكرانية أن روسيا تعيد ترتيب قواتها وتزيد من قدراتها بمناطق ميكولايف وكريفي ريه (جنوب) وزاباروجيا (جنوب شرق) مشيرة إلى أن الروس نقلوا وحدتين لصواريخ إسكندر لمنطقة بيلغورود على الحدود بين البلدين.
 
وفيما يخص سير المعارك في دونباس، أكد أليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، فشل محاولات التقدم الروسية من إيزيوم في خاركيف باتجاه سلافيانسك وكراماتورسك في دونباس.
 
وقال أريستوفيتش إن القوات الروسية كانت تسعى -من خلال ذلك- إلى تطويق القوات الأوكرانية في سيفيردونيتسك وروبيزني.
 
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية فقدت السيطرة على كامل مقاطعة خيرسون (جنوب شرق) وأجزاء واسعة من مقاطعات زاباروجيا وخاركيف وميكولايف.
 
وتتيح السيطرة الكاملة لموسكو على خيرسون إقامة ممر بري مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها عام 2014. وكان مسؤولون روس أكدوا قبل أيام أن قواتهم تسعى للسيطرة على جنوب أوكرانيا وإقليم دونباس في الشرق.
 

سير المعارك

وفي التطورات الميدانية أيضا، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها استهدفت 59 منشأة عسكرية في أوكرانيا من بينها مستودعات ذخيرة، ونقاط تمركز للقوات الأوكرانية خلال الساعات الـ 24 الماضية.
 
وأضافت الوزارة الروسية أن قواتها أسقطت خلال المدة نفسها 18 طائرة مسيرة أوكرانية شرقي البلاد، في حين ذكر حاكم مقاطعة فورونيغ الروسية أن الدفاعات الجوية دمرت مسيرة في أجواء المقاطعة المحاذية لأوكرانيا.
 
وفي دونباس، أشار مراسليين  إلى تحليق كثيف للطيران الروسي فوق مدينة دونيتسك ومحيطها، في حين تحدث الانفصاليون الموالون لموسكو في لوغانسك عن مقتل مدني وجرح 3 آخرين في قصف أوكراني على مناطقهم.
 
وفي حين تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن استهداف مستودعات تحوي أسلحة من دول أجنبية بمصنع زاباروجيا للألمنيوم بصواريخ كاليبر بعيدة المدى، قالت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية إن صاروخين روسيين من نوع “كروز” مرا على ارتفاعات منخفضة فوق محطة زاباروجيا النووية، محذرة مما وصفته بالإرهاب النووي الروسي الآخذ في التصاعد.
 
وقد أفاد مراسلو الجزيرة بسماع دوي صفارات الإنذار في العاصمة كييف ومدينة أوديسا (جنوب) بينما أفاد عمدة خاركيف بسقوط 3 قتلى و15 جريحا في قصف روسي استهدف مناطق سكنية بالمقاطعة الليلة الماضية.
 
وفي الجانب الآخر، ذكر حاكم منطقة بيلغورود الروسية على الحدود مع أوكرانيا أن النيران اندلعت في مستودع ذخيرة دون وقوع إصابات، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك نتيجة حادث عرضي أم نتيجة استهداف متعمد.
 
وكان  قد رصد مراسليين دوليين معارك عنيفة اندلعت على جبهة ميكولايف-خيرسون (جنوب) بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي.
 
وقال إن القصف الروسي يستهدف محيط بلدة ليماني، على مسافة 5 كيلومترات من الحدود مع إقليم خيرسون، إثر تقدم القوات الروسية باتجاه ميكولايف.
 
وفي ماريوبول بأقصى جنوب دونباس، والتي باتت المقاومة الأوكرانية فيها منحصرة في نطاق المنطقة الصناعية، أفاد عمدة المدينة بأن الهجمات الجوية الروسية على مصنع آزوفستال للصلب لم تهدأ، مشيرا إلى أن قتال الشوارع لا يزال مستمرا في محيط إدارة المصنع.
 

سكان خيرسون

في تطور آخر، قالت شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية إن سكان خيرسون بدؤوا يغادرونها بمساعدة الجيش نحو المدن الأوكرانية الأخرى، وذلك تحسبا لما تقول كييف إنه مخطط روسي لإجراء استفتاء صوري على استقلال المدينة عن أوكرانيا.
 
يأتي ذلك في أعقاب اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالتخطيط لإجراء استفتاء شكلي في خيرسون لإنشاء كيان مستقل تحت اسم “جمهورية خيرسون الشعبية”.
 
في غضون ذلك، شهدت خيرسون اليوم احتجاجات ضد الوجود الروسي في المدينة. وبثت مواقع أوكرانية صورا قالت إنها تظهر قيام القوات الروسية بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
 

تقرير بريطاني

في هذه الأثناء، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية -في تقريرها اليومي عن حرب روسيا على أوكرانيا- إن الأخيرة استعادت السيطرة على معظم مجالها الجوي.
 
وأضافت أن القوات الأوكرانية استمرت في إبقاء سلاح الجو الروسي في دائرة الخطر، على حد تعبيرها.
 
وتابعت أن سلاح الجو الروسي يركز أنشطته في الأجزاء الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، ودعم القوات الروسية على الأرض هناك.
 
وجاء في التقرير الاستخباري البريطاني أن روسيا فشلت في تدمير سلاح الجو والمضادات الجوية الأوكرانيين.
 
وبشأن العمليات في مدينة ماريوبول، ذكر التقرير البريطاني أن معظم الغارات الجوية الروسية هناك تتم بقنابل غير موجهة.
 
أما في الأجزاء الشمالية والغربية من أوكرانيا، فتحدث التقرير الاستخباري عن نشاط جوي روسي محدود.
 
وختمت الاستخبارات البريطانية تقريرها بالقول إن روسيا تواصل استهداف البنية العسكرية واللوجستية الأوكرانية في مختلف أنحاء البلاد.
 

الحراك الدبلوماسي

سياسيا، نقلت وكالة رويترز عن عضو في وفد التفاوض الأوكراني أنه لم يحدث اتفاق على لقاء بين الرئيس زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
 
ويلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم في كييف الرئيس زيلنسكي ووزير خارجيته دميترو كوليبا لبحث الدور الأممي في الأزمة وعمليات الإجلاء من ماريوبول.
 
وكان غوتيريش التقى أمس في موسكو الرئيس الروسي ووزير خارجيته سيرغي لافروف، حيث ناقش الأمين العام وبوتين مقترحات المساعدة الإنسانية وإجلاء المدنيين من مناطق الصراع، لا سيما فيما يتعلق بالوضع في ماريوبول.
 
في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن بوتين أعرب عن موافقته من حيث المبدأ على مشاركة منظمته واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء المدنيين من مصنع آزوفستال في ماريوبول.
 
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده تبذل جهودا بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، مكررا تصريحات سابقة بأن الهدف من “العملية العسكرية الخاصة” هو “حماية المدنيين من النازية”.
 
وفي كييف، قال ميخائيلو بودولياك، مستشار زيلينسكي، إن بلاده باتت أكثر قوة بعد تعهد الولايات المتحدة وحلفائها -خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد أمس الثلاثاء في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا- بتقديم مزيد من الأسلحة الثقيلة لها.
 
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قال -خلال الاجتماع الذي شاركت فيه 40 دولة- إن بلاده وحلفاءها قرروا تشكيل مجموعة اتصال شهرية لضمان قدرة أوكرانيا على صد الهجوم العسكري الروسي.
 

تحذير وعقوبات

في غضون ذلك، حذر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف من أن سياسات واشنطن و”نظام كييف التابع لها” يمكن أن تؤدي لانهيار أوكرانيا وانقسامها إلى دول عدة.
 
ورأى باتروشيف -في مقابلة صحفية- أن السيناريوهات المأساوية للأزمات العالمية في الماضي والحاضر تفرضها سياسات واشنطن.
 
كما توقع أن يصل عدد اللاجئين الأوكرانيين بأوروبا إلى 10 ملايين شخص، مما يهدد أوروبا بأزمات سياسية واقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض مستوى دخل المواطنين الأوروبيين، على حد تعبيره.
 
من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الروسية اليوم فرض عقوبات على 287 عضوا بمجلس العموم البريطاني ردا على عقوبات فرضتها لندن على موسكو الشهر الماضي ضد 386 نائبا بمجلس الدوما (الروسي) في قائمة عقوبات بسبب تأييدهم قرار الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا.
 
كما أعلنت الخارجية الروسية اليوم عن طرد 3 دبلوماسيين من سفارة النرويج لدى موسكو.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى