حوارات و تقارير
عقب مرور 50 يوما على الغزو ..إلى أين تتوقف الحرب الروسية الأوكرانية؟
دعاء رحيل
عقب مرور 50 يوما على حرب روسيا وأوكرانيا، والتي بدأت في 24 فبراير الماضي، بهجوم للقوات الروسية على أوكرانيا من 3 محاور، حققت فيها موسكو نجاحات على المستوى الجنوبي، وتمكنت من السيطرة على خيرسون أكبر مدينة هناك، بجانب السيطرة على ماريوبول، أما على المحور الشمالي، فكانت المعارك محتدمة، ولكنها تمكنت من الوصول إلى 15 كيلو من وسط العاصمة كييف، حتى أعلنت نهاية مارس الماضي، تغيير الجيش لاستراتيجياته وانسحابه من الشمال، أما المنطقة الشرقية، فقد لاقت القوات الروسية مقاومة عنيفة حتى أعلن روسيا أنها ستركز عملياتها العسكرية هناك.
ولكن بعد مضي 50 يوما من العملية العسكرية الروسية، لم يحقق الجيش الروسي النجاحات التي توقعها القادة العسكرية، خاصة فيما يتعلق بدخول العاصمة كييف، وهو ما دفعه لتغيير استراتيجيته وتركيز عملياته العسكرية، على إقليم دونباس والمناطق الشرقية، وانسحابه من الشمال والمناطق القريبة من كييف باتجاه بيلاروسيا.
في هذا التقرير نستعرض أبرز مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية،
روسيا تهدد الناتو بسبب السويد وفنلندا
هددت روسيا أمس الخميس، حلف شمال الأطلسي “الناتو”، باتخاذ إجراءات في بحر البلطيق حال انضمام السويد وفنلندا لعضويته، وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف إنه لا يمكن أن يكون هناك مزيد من الحديث عن خلو منطقة من الأسلحة النووية في بحر البلطيق، ويجب إعادة التوازن، موضحا أنه حتى اليوم، لم تتخذ روسيا مثل هذه الإجراءات ولن تفعل ذلك.
وكانت السويد وفنلندا، قد اتخذتا خطوة كبيرة للانضمام إلى حلف الناتو، بعد أن أكدا رئيسا وزراء البلدين أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، غير المشهد الأمني بأكمله في أوروبا، وشكل بشكل كبير العقليات في دول الشمال.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن الحلف سيسمح لفنلندا والسويد بالانضمام بسرعة للحلف، إذا أرادتا ذلك، مشيرًا إلى أن التحالف سيكون سعيدًا لرؤية البلدين في صفوفه وإتاحة الفرصة لهما للانضمام بسرعة، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن عضوية كلا البلدين في الحلف كانت “موضوع نقاش ولقاءات عديدة” في المحادثات بين وزراء خارجية الناتو.
وذكر دبلوماسيون أوروبيون، أن البلدين سيعملان على توسيع قدرات الناتو، خاصة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية وكجزء من تعزيز القوة الجوية.
التعليق الروسي على هذه التحركات، جاءت على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وقال: “قلنا مرارًا وتكرارًا أن الحلف لا يزال أداة موجهة نحو المواجهة وأن توسعه الإضافي لن يجلب الاستقرار إلى القارة الأوروبية”.
عملية عسكرية روسية شرق أوكرانيا
أما على الصعيد العسكري، ففي آخر تقدير للموقف، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لا تعرف المدة التي تستغرقها العملية الروسية في أوكرانيا ولا أهدافها النهائية، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحتمل أنه يريد تأمين منطقة دونباس لاستخدامها كورقة تفاوضية، وهدفه قد يكون استخدام دونباس كجسر للذهاب إلى مناطق أبعد وأعمق في أوكرانيا، حيث أنه إذا تمكن من السيطرة على دونباس فقد يعلن أنها الهدف النهائي للحرب.
في هذا الإطار قال المتحدث العسكري الفرنسي، باسكال لاني، أمس الأربعاء، حسب شبكة سي إن إن الأمريكية، إن الجيش الروسي يستعد لهجوم واسع النطاق في شرق أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، حيث تستعد روسيا لشن هجوم واسع النطاق في الشرق والجنوب لغزو منطقتي دونيتسك ولوجانسك.
وأوضح المتحدث العسكري الفرنسي، أن القوات الروسية كانت تنفذ ضربات جوية في أوكرانيا ليس فقط لإضعاف تماسك نظام الدفاع الأوكراني، ولكن أيضًا لتعطيل التحركات والقدرات اللوجستية الأوكرانية، وهو ما يفسر تدمير مطار دنيبرو بالكامل من قبل القوات الروسية، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك تقدم كبير في هذه المرحلة من حيث المكاسب الإقليمية للقوات الروسية على الجبهة الشرقية.
الجيش الروسي يهدد بضرب كييف
أما روسيا فقد هددت عن طريق وزارة الدفاع، أن الجيش سيضرب مراكز صنع القرار في كييف إذا استمرت الأعمال التخريبية الأوكرانية ضد أهداف على الأراضي الروسية، كما أعلنت سيطرتها على ميناء مدينة ماريوبول الأوكرانية بالكامل، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، إن الميناء البحري التجاري في ماريوبول قد تم تحريره بالكامل من مسلحي “آزوف”، مشددا على أنه تم إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين على متن السفن، بما في ذلك الأجانب.
وكان رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، قال يوم الثلاثاء الماضي، إن أكثر من ألف جندي من قوات الجيش الأوكراني استسلموا في ماريوبول.
الدعم الأمريكي لأوكرانيا
أما في إطار المساعدات التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، في إطار حربها ضد روسيا، فقد أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأربعاء، عن تقديم 800 مليون دولار إضافية في صورة أسلحة وذخيرة ومساعدات أمنية أخرى إلى أوكرانيا، وتشمل أيضا نظم وقذائف مدفعية وناقلات أفراد مدرعة.
وأكد بايدن، أنه واشنطن ستستمر في دعم القدرات التي تمكن الأوكرانيين من الدفاع عن أنفسهم، بالتزامن مع استعداد روسيا لتكثيف هجماتها على منطقة دونباس.
وتحدث الرئيس الامريكي بايدن، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء خلال اتصال هاتفي، وبحثا سبل تقديم المساعدات العسكرية لكييف وتشديد العقوبات على روسيا.
دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا
وعن الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، لأوكرانيا، فقد وافق الاتحاد أمس على حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون يورو إضافية للـ 544 مليون دولار أمريكي، للمعدات العسكرية للجيش الأوكراني، وحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، قال المجلس الأوروبي إن “الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، وبينما تستعد روسيا لشن هجوم على شرق أوكرانيا، من الأهمية أن نواصل ونكثف دعمنا العسكري لأوكرانيا للدفاع عن أراضيها وسكانها ومنع المزيد من المعاناة”.
وبهذا المبلغ الإضافي البالغ 500 مليون يورو، يرتفع إجمالي المساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للقوات المسلحة الأوكرانية إلى 1.5 مليار يورو.
الدعم الفرنسي لأوكرانيا
فرنسا أيضا شاركت في سلاسل الدعم المقدمة إلى أوكرانيا، وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي تزويد بلادها لـ أوكرانيا بمعدات عسكرية تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليون يورو، وذلك عقب اجتماعها مع نظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، وكتبت الوزيرة في تغريدة على تويتر: “لقد أعلنت لنظيري أن فرنسا ستقدم قدرات عسكرية إضافية، بالإضافة إلى 100 مليون يورو من المعدات التي تم التبرع بها بالفعل”.
وفي بيان صحفي صادر عن وزارة الجيوش، أوضحت بارلي أن عمليات التسليم شملت، وسائل حماية ومعدات إلكترونية بصرية وأسلحة وذخيرة وأنظمة تسلح تلبي الاحتياجات التي عبرت عنها أوكرانيا”.