حوارات و تقارير

للمرة الثانية..أوكرانيا تحقق في هجوم كيميائي محتمل بماريوبول

دعاء رحيل

ذكرت مصادر غربية وأوكرانية توقعاتها بقرب شن القوات الروسية هجوما واسعا شرق أوكرانيا بهدف السيطرة على إقليمي لوغانسك ودونيتسك، في حين أكدت كييف استعدادها لصد أي هجوم، وقالت إنها تحقق في هجوم روسي محتمل بالأسلحة الكيميائية في ماريوبول الساحلية جنوب شرقي البلاد.

وفي السياق ذاته قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن بلادها تتحرى عن صحة معلومات تشير إلى أن روسيا ربما تكون قد استخدمت أسلحة كيميائية أثناء محاصرة مدينة ماريوبول.

كما صرحت  ماليار في تصريحات تلفزيونية “هناك نظرية تقول إن هذه قد تكون قنابل فسفورية، المعلومات الرسمية ستأتي لاحقا”.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حذر أمس الاثنين من أن روسيا قد تستخدم أسلحة كيميائية في حربها على بلاده.

كما اتهم مجلس مدينة ماريوبول القوات الروسية بقصف المدينة بمادة سامة مجهولة، مضيفا في بيان أن ضحايا القصف الجوي الروسي من العسكريين والمدنيين يعانون من مشاكل في التنفس والتوازن.

وفي هذا الإطار ، قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة في حال استخدمت روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا.

وأضاف الوزير البريطاني أن هناك أفعالا لا يمكن تجاوزها، وستستدعي استعمال الأسلحة الكيميائية.

وكانت وزيرة الخارجية ليز تروس قد قالت إن لندن تتحقق من تقارير عن استخدام السلاح الكيميائي خلال الهجوم على ماريوبول.

تعزيز المواقع

في غضون ذلك، تواصل روسيا تعزيز قواتها في شرق أوكرانيا، في إشارة إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية وفقا لتقارير استخباراتية غربية.

وفي إفادتها الدورية عبر تويتر قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القتال شرقي أوكرانيا سيشتد خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة، إذ تواصل روسيا تحويل تركيز جهودها هناك.

ووفقا للمخابرات العسكرية البريطانية، فإن الهجمات الروسية تركز حاليا على مواقع في محيط دونيتسك ولوغانسك، في حين تدور معارك حول خيرسون وميكولايف وكراماتورسك.

وكشفت المخابرات العسكرية البريطانية أن القوات الروسية تواصل الانسحاب من بيلاروسيا من أجل إعادة الانتشار لدعم العمليات في شرق أوكرانيا.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لرويترز هذه الأنباء بقوله إن روسيا بدأت في تعزيز قواتها في دونباس شرقي أوكرانيا.

وقال المسؤول الأميركي إن هناك أدلة على أن روسيا تحاول تعزيز موقعها جنوب غرب مدينة دونيتسك بشكل أساسي بوحدات مدفعية.

لكنه أكد أنه رغم جهود إعادة الانتشار والإمداد في دونباس فإن واشنطن لا تعتقد أن روسيا تخطط لبدء هجوم جديد في المنطقة، وإنما تعمل على تعزيز قدراتها بالعتاد والأفراد فقط.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن روسيا أكملت تعزيزاتها العسكرية استعدادا لهجوم جديد على مناطق دونباس، وأنها تتوقع أن تبدأ المعارك الفعلية في هذه المناطق في أقرب وقت.

وأوضحت الوزارة أن القوات الأوكرانية مستعدة لصد هذا الهجوم.

كما اتهم المتحدث باسم الأركان الأوكرانية الجيش الروسي بالاستمرار في السعي إلى السيطرة على المناطق المتاخمة لإقليمي لوغانسك ودونيتسك.

وفي آخر حصيلة أعلنتها اليوم الثلاثاء، قالت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن حوالي 19 ألفا و600 جندي روسي قتلوا منذ بدء الحرب على أوكرانيا.

وفي ذات السياق، قال انفصاليو دونيتسك إن القوات الأوكرانية أطلقت أمس نحو 200 قذيفة وصاروخ باتجاه سبع مناطق في دونيتسك وما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة 20 آخرين.

كما تسبب القصف الأوكراني على المناطق السكنية بتدمير أنبوب لنقل الغاز في حي غربي دونيتسك وفي انقطاع التيار الكهربائي عن 1300 مدني على بلدة ياسينوفاتايا.

الرواية الروسية

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن سلاح الجو الروسي دمر مركز قيادة محصنا للقوات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك.

وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية قصفت 42 منشأة عسكرية أوكرانية، ودمرت عددا من منظومات الصواريخ.

وقال المتحدث إن قوات بلاده تواصل عملياتها في أوكرانيا، مضيفا أن الجيش الروسي قتل 40 فردا ممن وصفهم بالقوميين الأوكرانيين ودمر أنظمة للصواريخ قرب دونيتسك.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا تستعد لما سمتها استفزازات جديدة ضد روسيا في مقاطعة سومي شرقا بمساعدة القوات الخاصة البريطانية.

وأضافت أن قوات خاصة فرنسية يرافقها تقنيون وصلت إلى أوكرانيا، وأن هدفها الرئيسي إخفاء ما قالت إنها جرائم حرب ارتكبتها القوات الأوكرانية، وتلفيق اتهامات للجيش الروسي.

وكشفت الوزارة أنها ستفتح ممرا إنسانيا من ماريوبول إلى القرم أو زاباروجيا عبر بيرديانسك، كما أوضحت أنه تم إجلاء أكثر من 17 ألف شخص من لوغانسك ودونيتسك وماريوبول والمناطق الخطرة في أوكرانيا دون مشاركة سلطات كييف.

وقالت إن سلطات كييف تتهرب من حل مسألة ضمان خروج آمن للسفن الأجنبية من موانئ أوكرانيا.

وفي أحدث بياناتها، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن سلاحها الجوي استهدف 32 منشأة عسكرية أوكرانية في الساعات الأخيرة، وإن قواتها دمرت 443 طائرة مسيرة و2139 دبابة ومدرعة أوكرانية منذ بدء العملية العسكرية.

وأضاف الوزارة أن القوات الروسية أحبطت محاولة هروب 100 جندي أوكراني من مصنع إيليتش في ماريوبول، وأنه تم تمديد تقييد حركة الطيران وإغلاق مطارات جنوب وجنوب غرب روسيا لغاية 19 أبريل/نيسان الجاري.

خاركيف وميكولايف

وفي خاركيف كبرى مدن الشمال الشرقي أعلنت الإدارة الإقليمية في المدينة مقتل 11 مدنيا -بينهم طفل- وإصابة 14 آخرين جراء القصف الروسي على المدينة.

ونشرت حسابات أوكرانية على تليغرام مقطعا يوثق أصوات قصف وقذائف في خاركيف صباح اليوم الثلاثاء.

كما أفادت مراسلة الجزيرة في خاركيف بأن انفجارات عدة هزت المدينة صباح أمس الاثنين نتيجة القصف الروسي الذي استهدف مواقع فيها، بينها مستودع بضائع تابع لمحطة قطار تجارية.

وفي ميكولايف (جنوب غربي البلاد) استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على قرى عدة في محيط مدينة باشتنكا شمال شرق ميكولايف، وذلك بعد معارك مع القوات الروسية.

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المدينة في بداية الحرب قبل أكثر من شهر ونصف، لكنها انسحبت تحت ضغط القوات الأوكرانية وتمركزت في القرى المتاخمة.

من جهتها، قالت غالينا دانيلتشينكو عمدة مدينة ميليتوبول في مقاطعة زاباروجيا إن سلطات كييف قطعت الكهرباء عن المدينة بشكل متعمد منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تاركة أكثر من 250 ألف شخص بلا كهرباء.

وتشهد أحياء منطقة كيرفسكي (غربي دونيتسك) سقوط قذائف وصواريخ بين الفينة والأخرى في ظل استمرار المواجهات بين القوات الانفصالية والقوات الأوكرانية بمدينة مارينكا على الجبهة الغربية لدونيتسك.

الوضع في ماريوبول

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن عمدة مدينة ماريوبول أن 6 أسابيع مما سماه الحصار الروسي الوحشي للمدينة خلفت 10 آلاف قتيل في صفوف المدنيين.

وأضاف العمدة أن القوات الروسية أحضرت محارق جثث متنقلة، لإحراق جثث الضحايا في ماريوبول وفقا لأسوشيتد برس.

وكشف أن القوات الروسية نقلت العديد من الجثث إلى مركز تجاري تتوفر فيه ثلاجات ومخازن تبريد.

واتهم عمدة ماريوبول الجيش الروسي بعرقلة القوافل الإنسانية المتجهة إلى المدينة لإخفاء ما ارتكبه من عمليات قتل هناك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى