حوارات و تقارير

الاقتصاد الغربي على المحك.. بوتين يدفع بالروبل ويمحو الدولار

دعاء رحيل
 
ما زالت الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على العالم وخاصة القارة الأوروبية التي تعاني من نتائج الحرب على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث باتت القارة في حالة من الاستقرار لسنوات عديدة حتى أتت الحرب التي نزعت الاستقرار من القارة العجوز وتسببت في حالة هلع بين قادتها.
 
ومنذ قيام الحرب قامت الدول الأوروبية بفرض العديد من العقوبات الاقتصادية على روسيا ومعهم الولايات المتحدة التي منعت استيراد النفط والغاز الروسيين، وهي الخطوة التي تعد الأقوى والأخطر منذ بدء الحرب والتي ساهمت في رفع الأسعار العالمية من النفط والغاز وزيادة التضخم العالمي بشكل كبير.
 
وفي المقابل قامت روسيا بفرض عقوبات على العديد من الشخصيات الأمريكية والأوروبية منهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وبعض النواب في الكونجرس.
 
وتزامنا مع حرب العقوبات الاقتصادية تستكمل القوات الروسية عمليتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية، حيث تقدم الجيش الروسي حتى أصبح على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها من جميع الاتجاهات، مع الاستيلاء على العديد من المدن الأوكرانية مثل مدينة خاركيف.
 
ولم تكتف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية فقط، بل تقوم بدعم الجيش الأوكراني بالأسلحة والذخائر والوقود للوقوف أمام الجيش الروسي، وذلك بالإضافة إلى الدعم السياسي في المحافل والمنظمات الدولية.
 
دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي
وفي المقابل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتوقيع على مرسوم ينظم تجارة الغاز مع الدول “غير الصديقة”، ما يعني أن الدول الراغبة بالاستمرار في شراء الغاز الروسي يجب أن تفتح حسابات بنكية في البنوك الروسية، والدفع بالروبل.
 
الجدير بالذكر أنه قد سبق وقال بوتين إن الدول التي فرضت سابقًا عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا سيتعين عليها دفع ثمن مشترياتها من الغاز الطبيعي بالروبل.
 
وأصدر الرئيس الروسي تعليماته لشركة جازبروم والبنك المركزي والحكومة بالتحول إلى المدفوعات بـ الروبل الروسي بحلول 1 أبريل، في خطوة تأتي لتحسين الاقتصاد الروسي ورفع قيمة العملة الروسية قابل الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، الأمر الذي يشكل صدمة كبيرة للدولار واليورو مقابل الروبل الروسي عالميا.
 

رد بوتين على العقوبات الاقتصادية

وفي هذا السياق  قال تيمور دويدار، مستشار قطاع الأعمال والعلاقات الدولية، إن قرار الرئيس الروسي بدفع ثمن الغاز بالروبل الروسي، أتي كرد فعل على العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الدول معادية لروسيا، وهذا القرار متصل فقط بالدول المعادية “غير الصديقة” وهي الدول الغربية ككل.
 
وتابع دويدار ، بعد كل تلك العقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي، رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان صريحا بأنه لا ثقة بعد الآن في الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، وعمل اهتزازا بالعالم في العملات الغربية، وهذا من حق الرئيس بوتين أن يصدر منتجاته بالعملة المحلية.
 

فائدة القرار على الاقتصاد الروسي

وعن فائدة هذا القرار على الاقتصاد الروسي، لفت دويدار إلى أن الفائدة الوحيدة من هذا القرار هي أن روسيا ستكون متمكنة من الأموال التي تحصلها من الدول غير الصديقة وفتح حسابات في البنوك الروسية لإرسال الأموال بالعملة الوطنية الروبل.
 
ولفت إلى أن روسيا تحتاج إلى العملة الأجنبية لتستطيع أن تستورد منتجاتها، ولكن مع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الدول الغربية والتي أغفلت الاستيراد والتصدير من وإلى روسيا، لأن العقوبات فرضت على كافة البنوك في العالم عدم تحويل العملات من الدولار واليورو إلى روسيا.
 
وأوضح مستشار قطاع الأعمال والعلاقات الدولية، أن الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة أعلنت حربا اقتصادية على روسيا والتي تعتبر بمثابة حرب عسكرية، لذلك ستتخذ روسيا مزيدا من العقوبات والرد على هذه العقوبات، ومن المتوقع أن تحول موسكو كل معاملاتها مع الدول المعادية من العملة الأجنبية إلى العملة المحلية “الروبل”.
 
لا يهم موافقة الغرب.. القرار اُتخذ
وعن رفض الدول الأوروبية القرار، أضاف دويدار، أن القرار اتخذ بالفعل ولا يهم أن توافق الدول الأوروبية على القرار أو لا توافق، ولكن هناك تواصلا بين الرئيس بوتين والمستشار الألماني ومن المتوقع أنه سيكون هناك نوع من أنواع الأفضلية للألمان في هذه الأزمة، خاصة أن جزءا كبيرا من ألمانيا يعتمد على الغاز الروسي.
 
وتابع: “منذ إصدار الرئيس بوتين القرار ارتفع سعر الغاز في أوروبا إلى 1450 دولارا لـ 1000 متر مكعب، الأمر الذي سينعكس بالسلب على المعيشة في أوروبا وسيترتب عليه غلاء الأسعار بشكل كبير خاصة في ألمانيا وبولندا أكثر البلدان المتضررين من الأزمة”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى