قبائل و عائلات
“الفندال”.. أول القبائل التي سكنت الأندلس قبل حكم المسلمين
أسماء صبحي
كانت قبائل الفندال أولى القبائل التي سكنت بلاد الأندلس، ولكنها خرجت منها وخضعت لحكم طوائف أخرى من النصارى تعرف باسم قبائل القوط أو قبائل القوط الغربيين، وظلت هذه القبائل تحكم البلاد إلى أن جاء إليها المسلمون.
سبب تسمية الأندلس بهذا الاسم
كان يوجد بعض القبائل الهمجية التي تعود أصولها إلى شمال منطقة اسكندنافيا في بلاد السويد والنرويج والدنمارك وغيرهم، وعاشت هذه القبائل فترة زمنية في الجزيرة، وهذه القبائل كانت تعرف باسم قبائل الفندال، أو الوندال باللغة العربية .
وسميت هذه البلاد باسم بفانداليسيا نسبة للقبائل التي كانت تعيش فيها، وبعد ذلك حرف الإسم ليصبح أندوليسيا، ثم أندلس، وكلمة “أندلس” أو ”الأندلس” في قاموس المعاني بربرية الأصل، واقتبسها العرب من الأمازيغ تأثرًا بفعل العشرة والاختلاط والتزاوج بين الطرفين في بلاد المغرب، وافتتح المسلمون الأندلس في عام 711م/92هـ، واستقروا فيها حتى عام 1492م \897هـ .
وأقيمت في الأندلس حضارة عربية عريقة، وكانت أهم مدنها غرناطة واشبيلية وقرطبة، والأندلس في معجم اللغة العربية بضم الهمزة والدال واللام، تعني “إقليم عظيم بالمغرب”، وهناك ثلاث أصول يقترحها المؤرخون الغربيون للاسم تتفق المصادر العربية والإسلامية مع أحدها على الأقل، وتذكر جميع هذه النظريات أن الاسم في البداية ظهر بعد انهيار الحكم الروماني، وتم إرفاق هذا الادعاء ببعض الادلة، من خلال الاستعانة بخبرات علماء اللغة والمختصين بدراسة تسمية الأماكن .
معلومات عن بلاد الأندلس
بلاد الاندلس هي إسبانيا والبرتغال في الوقت الحالي، وكانت إحدى أهم معاقل الدولة الاسلامية، ويطلق عليها اسم شبه الجزيرة الأيبيرية، وتبلغ مساحتها ستمائة ألف كيلو متر تقريبا، أي أقل من ثلثي مساحة مصر، ويفصل مضيق جبل طارق شبه الجزيرة الأندلسية عن المغرب، ويطلق عليه المؤرخون والكتاب العرب اسم درب الزقاق، ويصل عرضه 12.8كم ،بين سبتة وجبل طارق.
الموقع الجغرافي للأندلس
تقع شبه الجزيرة الأيبيرية في الجنوب الغربي من أوروبا، على مثلث من الأرض، حيث يتسع من جهة الشرق، ويتسع كلما اقترب من الغرب، وتتصل من ناحية الشمال بفرنسا (بلاد الفرنجة) من خلال سلسلة جبلية تعرف باسم جبال البرينيه (جبال البرتات)، فيما عدا ذلك تحيط بها المياه من كل جانب، لذا أطلق عليها العرب “جزيرة الأندلس” على سبيل التجوز، مع البحر المتوسط يحيط بها من الشرق والجنوب الشرقي.
ويحيط المحيط الأطلنطي بها من الجنوب الغربي والغرب والشمال، وتعد جبال البيرينيه الفاصل البري الوحيد الذي يربط بين أوروبا وشبه الجزيرة ، لتلتقي في الجنوب مع البحر المتوسط من الشمال مع المحيط الأطلنطي، وتفصل جبال البيرينيه بين فرنسا وإسبانيا لتتجه ناحية الغرب مولية وجهها عن أوروبا، لذا أجمع علماء الجغرافيا المسلمون على كونها امتدادًا لأفريقيا وليست رقعة من أوروبا .
وهناك هضبة كبيرة داخل الجزيرة تعرف باسم “بالمسيتا” يوجد بها الكثير من الأنهار، كأنها تعيش فوق شبكة من المياه .