حوارات و تقارير
الحرب الروسية.. حكايات المدنيين في أوكرانيا من تحت القصف والحصار
أسماء صبحي
كشف مدنيون من تشرنيهيف شمالي أوكرانيا عن أهوال ما تعرضوا له من حصار تحت قصف روسي عشوائي لأحياء سكنية في المدينة، وقالت سفيتلانا البالغة من العمر 40 عاما: “من هنا يمكننا سماع دوي انفجارات ناجمة عن قصف جوي روسي تتعرض له أحياء مجاورة”.
وكانت سفيتلانا تختبئ في مبنى سكني، مكون من خمس طوابق في تشرنيهيف، ونزلت سفيتلانا تحت طاولة طعام ومعها طفلان أحدهما في السادسة والآخر لا يزال في الثالثة، وقالت: “لا توجد هنا أهداف عسكرية. ليس هنا سوى مقبرة، ومبان سكنية، وعيادات، ومستشفى، فلماذا يقصفوننا؟”.
غارات جوية
وتكثف روسيا غاراتها الجوية على أوكرانيا، ليسقط ما لا يقل عن 47 مدنيًا في مدينة تشرنيهيف، كما تواصل القوات الروسية حصارها للمناطق السكنية في مدن ماريوبول، وبوروديانكا، وخاركيف.
وأسفرت الغارات الروسية عن تدمير بنايات سكنية مرتفعة ومستشفيات في تشرنيهيف، ليضطر الناس إلى النزول للشوارع والملاجئ تحت الأرض، وتقع تشرنيهيف على مسافة 144 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة كييف، ويقطنها نحو 300 ألف نسمة. وأظهرت صور ومقاطع فيديو، دمارا عشوائيا واسعا حلّ بالمناطق السكنية.
قصف متواصل
وتقول كاتيا الممرضة البالغة من العمر 22 عاما من تشرنيهيف، أنها كانت تستطيع سماع دويّ القصف المتواصل، مضيفةً: “أتحدث اليوم، لأنني لا أدري إن كنت سأعيش غدا لأحكي”.
وتضيف: “أنا وأمي وجدتي وجارتنا، كلنا نختبئ هنا في منزلنا. في هذه اللحظة يمكنني سماع دوي القصف. لقد دمروا المشافي والمدارس. لقد تعهّد الروس بألا يقتلوا المدنيين ولكنهم حنثوا بعهودهم”.
وكانت روسيا وأوكرانيا قد اتفقتا في وقت سابق على الحاجة إلى ممرات إنسانية لتأمين نزوح المدنيين من المناطق التي تتعرض للحصار والقصف، لكن مدنيين من سكان تشرنيهيف وماريوبول قالوا إن الغارات لم تتوقف لفترة تكفي لمغادرة الناس.
ويتخوف مراقبون من لجوء الروس إلى تكثيف الهجمات الجوية على أهداف مدنية في ظل ما يلقونه من مقاومة أوكرانية عنيدة على الأرض.
قصف مدينة تشرنيهيف
وجاء قصف مدينة تشرنيهيف بعد تصريح أدلى به الرئيس الروسي بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن روسيا ماضية في تحقيق أهدافها العسكرية بأوكرنيا “مهما يكن من أمر”.
وقال سيرغي أورلوف، نائب عمدة ماريوبول، في وقت سابق، إن مجلس المدينة يحاول تدشين ممر لتأمين نزوح المدنيين، مضيفًا: “ما يجب عليكم أن تفهموه هو أن هذه ليست قوات تقاتل قوات أخرى. إن بوتين يستهدف وقوع دمار وأزمة إنسانية. يريد أن يرعب الأوكرانيين ويكسر إرادتهم”.