تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. 100 ألف شخص محاصرون في ماريوبول مع استمرار القصف الروسي
أميرة جادو
أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، في خطاب بثه عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية “لم تعد موجودة”، وسط قصف روسي مكثف على المدينة المحاصرة، قائلًا “حتى اليوم، هناك حوالي 100 ألف شخص في مدينة ماريوبول في ظروف غير إنسانية يقعون تحت حصار كامل، لا يوجد لديهم طعام ولا ماء ولا دواء، إنهم تحت القصف المستمر وتحت الضرب المتواصل”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن جهود إنقاذ المدنيين هناك عبر الممرات الإنسانية تعطلت بسبب “القصف أو الإرهاب المتعمد”.
عرقلة المباحثات بين الطرفين
ولم يلقَ اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف التوصل إلى “تسويات”، آذاناً صاغية حتى الآن.
واتهمت موسكو واشنطن الأربعاء بعرقلة المباحثات “الصعبة” بين روسيا وأوكرانيا، معتبرة أن الولايات المتحدة هدفها “الهيمنة” على النظام العالمي بأساليب منها فرض العقوبات.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة ألقاها أمام طلاب، إن “المفاوضات صعبة، يقوم الطرف الأوكراني تكراراً بتغيير موقفه، ومن الصعب ألا يتكوّن انطباع بأن زملاءنا الأميركيين يمسكونهم (الأوكرانيين) بيدهم”، مضيفاً “يبدو أن (الولايات المتحدة) تريد أن تبقينا في حال من العمل العسكري لأطول فترة ممكنة”.
وتابع وزير الخارجية، بعد شهر تقريباً من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، “يفترض الأميركيون ببساطة أن إنهاء هذه العملية بسرعة ليس مفيداً لهم”، وتابع “تريد الدول الغربية لعب دور الوسطاء، نحن لا نعارض ذلك، لكن لدينا خطوط حمر”.
كما أشار المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك، اليوم الأربعاء، إلى أن المفاوضات بين بلاده وروسيا “صعبة” لأن “الجانب الأوكراني لديه مواقف واضحة ومبدئية”.
واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأربعاء، أمام مجلس النواب الألماني، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا “متعثّر رغم كل الدمار الذي يتسبب به يوماً بعد يوم”، مضيفًا أن “الحقيقة هي أن الحرب تدمّر أوكرانيا لكن (فلاديمير) بوتين بشنّه الحرب، يدمّر مستقبل روسيا”، مؤكداً أن كييف يمكن أن “تعتمد على مساعدة” ألمانيا.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني كلمة أمام البرلمانين الياباني والفرنسي، اليوم الأربعاء، قبل عطلة نهاية أسبوع تشهد نشاطا دبلوماسيا عاليا، فالخميس، بعد شهر من بدء الغزو، سيجتمع الغربيون في بروكسل لعقد قمم لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
عقوبات جديدة
كما أعلن جيك ساليفان مستشار الأمن القومي لجو بايدن فرض “عقوبات جديدة على روسيا”. ومن المقرر أن يسافر الرئيس الأميركي بعد مشاركته في تلك القمم إلى بولندا التي تستضيف الجزء الأكبر من اللاجئين الأوكرانيين البالغ عددهم 3,5 ملايين.
جاء ذلك فيما أوضحت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أن عمال الإنقاذ ما زالوا يمنعون من الوصول إلى مسرح في ماريوبول، يخشى أن مازال بداخله مئات الأشخاص العالقين، بعد ستة أيام من قصفه.
ومن جهتها، علقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على سير العمليات العسكرية في أوكرانيا، وقالت إن الجنود الأوكرانيين نجحوا في عكس زخم المعارك في مواجهة القوات الروسية الغازية، واستعادوا السيطرة على بعض المناطق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن الأوكرانيين يبادرون بالهجوم في بعض المناطق، خاصة في الجنوب.
كما وردت تقارير عن تدمير مواطنين وجنود أوكرانيين في بلدة فوزنيسك الجنوبية رتلاً الدبابات الروسية ودفع القوات التي هاجمت البلدة للتراجع.
وفي خيرسون، بالقرب من شبه جزيرة القرم، والتي كانت أول منطقة تسقط في يد روسيا، تحاول القوات الأوكرانية أيضا استعادة الأراضي.
كما وردت تقارير من غرب العاصمة كييف تشير إلى رفع العلم الأوكراني مرة أخرى في ضاحية ماكاريف.