الانتخابات الأمريكية وحرب التصريحات حول الشرق الأوسط: ترامب يحذر من زوال إسرائيل إذا فازت هاريس
في خضم الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تشهد الساحة السياسية الأمريكية تصاعدًا في الخطابات المثيرة للجدل حول سياسات الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بمستقبل إسرائيل. الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في تصريحات لافتة ومثيرة، زعم أن فوز منافسته الديمقراطية كاميلا هاريس قد يتسبب في زوال إسرائيل خلال عامين. وأشار إلى أن انتخاب هاريس سيقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة تجر معه فوضى غير مسبوقة.
الانتخابات الأمريكية وحرب التصريحات حول الشرق الأوسط
هذه التصريحات جاءت في ظل حالة من التوتر السياسي والعالمي، خاصة بعد الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، ما أضاف أبعادًا جديدة إلى النقاشات حول معاداة السامية وزيادة القلق بشأن مصير إسرائيل. ترامب، الذي لطالما انتقد الديمقراطيين اليهود، عاد ليؤكد أن الناخبين اليهود الذين يدعمون هاريس بحاجة إلى مراجعة مواقفهم، مضيفًا أنهم يكرهون إسرائيل وكل ما تمثله.
خلال تجمع حاشد لأنصاره، قال ترامب بصراحة إن “فوز هاريس سيقود العالم إلى حرب مدمرة، قد تكون الأخيرة لنا. يجب عليكم التصويت لمنع هذا المصير”. وأضاف متعهدًا: “سأمنع حدوث حرب عالمية ثالثة، وإن لم أفز في الانتخابات، فإن إسرائيل ستنتهي خلال عام أو عامين”.
ترامب ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث زعم أن الجيوش الإرهابية ستشن حربًا لطرد اليهود من الأراضي المقدسة في حال فوز هاريس، محذرًا أن دعمها سيكون كارثيًا على العالم أجمع.
في سياق متصل، أشار ترامب إلى أن هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل لم تكن لتحدث لو كان رئيسًا في ذلك الوقت، مضيفًا: “سأحافظ على أمن أمريكا وسأعمل لضمان بقاء إسرائيل لآلاف السنين”.
من جانبه، صرح الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، أن تصريحات ترامب تأتي كمحاولة واضحة لاستمالة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والذي يعتبر من أهم اللاعبين في الانتخابات الأمريكية. وأضاف أبو لحية أن الدعم الذي تقدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإسرائيل لم يتوقف، بل إن إدارة بايدن تحديدًا وفرت لإسرائيل دعمًا غير مسبوق في المجالات السياسية والعسكرية والمالية والاستخباراتية، وهو ما بدا جليًا خلال حربها الأخيرة ضد الفلسطينيين.
وأكد أبو لحية أن الصراع الدائر بين ترامب وهاريس ما هو إلا تنافس على استقطاب دعم اللوبي الصهيوني، الذي يملك تأثيرًا هائلًا في مجريات السياسة الأمريكية. وتابع: “الولايات المتحدة، سواء بقيادة ترامب أو هاريس، ملتزمة بتقديم كل ما تريده إسرائيل، وهو ما جعل الأمور في الأراضي الفلسطينية تصل إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد والخطورة”.
ختامًا، يبدو أن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ستظل ثابتة، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات المقبلة، وسط صراع دائم بين القوى السياسية في واشنطن على إرضاء اللوبي الصهيوني وتحقيق مصالح إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.