الجلسات العرفية عند القبائل العربية في المغرب.. دورها وطريقة عملها

أسماء صبحي 

الجلسات العرفية تعد جزءًا هامًا من التقاليد والثقافة لدى القبائل العربية في المغرب. وتعقد هذه الجلسات بغرض مناقشة القضايا الاجتماعية والقانونية وحل المشكلات واتخاذ القرارات الجماعية.

تتميز هذه الجلسات بالطابع التقليدي والمشاركة الجماعية. حيث يجتمع أفراد القبيلة في مكان محدد ويتم تشكيل هيئة من الشيوخ والقادة القبليين لتسيير الجلسة. كما يتم تطبيق قواعد وتقاليد خاصة في هذه الجلسات، وقد تختلف من قبيلة لأخرى.

دور الجلسات العرفية 

في الجلسات العرفية، يتم مناقشة المشاكل والنزاعات التي تواجه القبيلة. بما في ذلك النزاعات العائلية والقضايا الأرضية والمشاكل المجتمعية. كما يتم الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية وتقديم الشهادات والحجج من الطرفين. ومن ثم يتم اتخاذ قرار بناءً على المشورة والتوصية العرفية.

عادةً ما يتم احترام قرارات هذا النوع من الجلسات وتنفيذها من قبل أفراد القبيلة. حيث يحظى القرار النهائي بالتقدير والاحترام. وتعتبر الجلسات العرفية وسيلة مهمة للحفاظ على التوازن والسلم الاجتماعي داخل القبيلة. ولتعزيز التعاون وحل المشكلات بشكل سلمي.

طريقة عملها

• هيكلية الجلسة: تتميز هذه الجلسات بتنظيم هيكلية محددة. ويتم تعيين شيوخ وقادة القبيلة لتسيير الجلسة وتقديم المشورة. كما يتم احترام الشيوخ والقادة بسبب خبرتهم وحكمتهم ودورهم الريادي في المجتمع.
• المشاورة واتخاذ القرارات: يتم تشجيع المشاركة الجماعية في الجلسات العرفية. حيث يسمح لجميع الأطراف المعنية بالتعبير عن وجهات نظرهم وتقديم الحجج والشهادات. وبعد الاستماع إلى جميع الآراء، يتم اتخاذ قرار يعتبر نهائيًا وملزمًا لجميع الأطراف.
• العدل والإنصاف: تعتبر العدالة والإنصاف مبادئ أساسية في هذه الجلسات. كما يتم السعي إلى حل المشكلات وفقًا لقوانين العرف والعدالة الاجتماعية. ويتم التركيز على إيجاد حلول تكون عادلة وتحقق المصالح المشتركة للقبيلة.
• القضايا المناقشة: تشمل هذه الجلسات مجموعة واسعة من القضايا والمسائل التي تهم القبيلة. وقد تشمل هذه القضايا الأراضي والميراث والقرابة والنزاعات العائلية والمشاكل الاجتماعية. ويهدف الاجتماع إلى إيجاد حلول مقبولة للمشاكل وتعزيز التعاون والتضامن داخل المجتمع.
• الحفاظ على التقاليد: تعكس هذه الجلسات التمسك بالتقاليد والقيم العربية التقليدية. كما تعد هذه الجلسات فرصة لتعزيز الهوية الثقافية ونقل المعرفة والحكمة من جيل إلى جيل. وتلعب الجلسات العرفية دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث العربي وتعزيز روابط المجتمع.