قبائل و عائلات
“معركة يوم بعاث”.. قصة أخر حرب بين قبيلتي الأوس والخزرج
أسماء صبحي
كان هناك مكان بالقرب من المدينة المنورة في أيام الجاهلية يعرف باسم بعاث، وشهد هذا المكان أخر حرب بين قبيلتي الأوس والخزرج بعد أن حدثت بينهما عدة حروب، وتم إطلاق اسم يوم بعاث على هذا اليوم.
يوم بعاث
هو اليوم الذي حدث فيه أخر معركة بين كل من قبيلتين الأوس والخزرج في المدينة المنورة، في مكان يحمل نفس الإسم، وذلك قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمسة سنوات، وقد كانت هذه المعركة واحدة من أكثر المعارك دموية حيث قاموا بالإعداد لهذه المعركة قبل حدوثها بشهرين.
وتحالف مع قبيلة الخزرج كل من قبيلتي أشجع وجهينة، وتحالف مع قبيلة الأوس كل من قبيلة مزينة وقبائل اليهود بني قريظة وبنو النضير وغيرهم، وبعد الاستعداد الطويل لهذه الحرب كانت الغلبة في أول الأمر لقبيلة الخزرج ثم انتهي بانتصار قبيلة الأوس وقتل قائد الخزرج بأحد الأسهم المجهولة.
أسباب معركة يوم بعاث
تم تسمة هذه المعركة بيوم بعاث نسبة لإسم المنطقة التي حدثت فيها المعرقة وحدث التصادم بين القبائل .
وسبق معركة يوم البعاث العديد من المعارك والحروب بين كل من قبيلتين الأوس والخزرج، وقد حدث الكثير من الحروب التي لا بداية ولا نهاية لها، وكان بين القبيلتين الكثير من الاختلافات التي تثير الغضب والحنق بينهما، وكان من أسباب حدوث معركة يوم بعاث أن قبيلة الخزرج علمت أن قبيلة بني قريظة و بني النضير سيتحالفون مع قبيلة الأوس في المعاركة القادمة .
وقامت قبيلة الخزرج بإرسال رسالة تهديد وتخويف لهذه القبائل وأمرتهم بعدم التحالف مع قبيلة الأوس وألا يشاركوهم في الحرب، وبعدما علم اليهود موقف الخزرج ردوا عليهم مؤكدين أن قبيلة الأوس قد طلبت التحالف معهم ونصرتهم لكنهم رفضو ذلك، فطلبت منهم قبيلة الخزرج بعض الرهائن من القبيلة حتى يأمنوا قولهم فأرسلوا لهم أربعين شخصا منهم.
ثم قام عمرو بن النعمان البياضي من قبيلبة الخزرج بالكتابة إلى قبيلة قريظة والنضير وطالبهم بأن يخلوا ديارهم إما أن يقوم بقتل الرهائن، وكانوا ينون الخروج من بيوتهم بالفعل إلا أن كعب بن أسد القرظي قال لهم ” يا قوم امنعوا دياركم وخلوه يقتل الرهن والله ما هي إلا ليلة يصيب فيها أحدكم امرأته حتى يولد له غلام مثل أحد الرهن “، مما جعلهم يرفضون ترك منازلهم .
وقام عمرو بن النعمان وبعض من أتباعه في قبيلة الخزرج بقتل الرهن، وقد أثار هذا غضب وحنق الكثير ولم يرضى ذلك عبد الله بن أبي بن سلول وقال “هذا عقوق ومأثم وبغي فلست معينا عليه ولا أحد من قومي أطاعني “، وقد تسبب قتل الأثرى إلى جدوق قتال بين الأوس مع الخزرج وتحالف النضير وبني قريظة مع الأوس وارسال الإمدادات لالقتال معهم ونصرتهم على الخزرج وتحالفت معهم أيضا قبيلة بنو ثعلبة وبنو زعوراء وأجمعوا على القتال والانتصار على قبيلة الخزرج.
بعد معركة يوم بعاث
كانت معركة يوم بعاث من أكثر المعارك دموية وقد هلك بسببها الكثير من القبيلتين, وبعد الانتهاء من هذه الحرب الأهلية في يوم بعاث تم اختيار تنصيب رجل واحد للحكم وللتصالح بين الطرفان، وتم اختيار عبد الله بن أبي بن سلول وخلال فترة التجهيز للملك حدثت بيعة العقبة الأولى والثانية ثم دخل الإسلام إلى المدينة المنورة، ثم هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى يثرب بعد ناصره الكثير من أهلها، ونجح الاسلام في وقف العداء بين كل من الأوس والخزرج بعد دخولهم إلى الاسلام وأصبحوا من المدافعين على الاسلام وعن عقيدتهم.