حوارات و تقارير

روسيا VS أوكرانيا.. هل سيتأثر قطاع السياحة في مصر من الحرب؟

أسماء صبحي
 
تستمر الحكومة المصرية في عمليات ترحيل السياح الروس والأوكرانيين العالقين في مصر منذ اندلاع الحرب في فبراير الماضي، حيث قررت السلطات المصرية تنظيم جسر جوي لترحيل نحو 35 ألف سائح من العالقين داخل المنتجعات السياحية المصرية المختلفة، مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
 
كما قامت مصر بالتعاون مع بعض الدول المجاورة لأوكرانيا لتنظيم سلسلة رحلات خاصة لنقل السياح الأوكرانيين من مدينتي شرم الشيخ والغردقة على ساحل البحر الأحمر، بعد أن أمضوا أيامًا في ضيافة بعض القرى السياحية التي كانوا فيها على نفقة الحكومة، بعد أن تعذر سفرهم وفق الجداول الزمنية الخاصة برحلاتهم بسبب اندلاع الحرب.
 

ترتيبات العودة المفاجئة

وقالت إيلينا، سائحة أوكرانية في مصر، إنها اضطرت إلى قطع عطلتها على نحو مفاجئ ولم تستكمل برنامج زيارتها لمصر بعد غزو روسيا لبلدها، بعد يوم واحد فقط من وصولها إلى منتجع شرم الشيخ، قائلةً إنها لم تتمكن من زيارة الأهرامات.
 
وأشارت إيلينا إلى أنها كانت تخطط للذهاب إلى الغردقة وزيارة بعض المتاحف التي كانت تتابع صورها داخل المنشورات السياحية الخاصة بمصر، إلا أن كل هذه الخطط باتت مؤجلة، بسبب اتخاذ الشركة المنظمة لرحلتها السياحية قراراً مفاجِئاً بعودة الفوج السياحي الذي تنتمي إليه إلى سلوفينيا، لتعود إلى مراكز إيواء جهزت على عجل، لاستيعاب آلاف الأوكرانيين الفارين من أتون الحرب في بلادهم.
 
كما أمضت السائحة الروسية، كاترينا زاخاروفا، ساعات طويلة على هاتفها المحمول لتفقد بريدها الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي على أمل معرفة أي أخبار عن عائلتها وشقيقها الذي يعمل في الجيش الروسي، بعد أن علمت من وسائل الإعلام أن الحرب قد بدأت، بينما كانت تستعد لمغادرة شرم الشيخ بعد انتهاء رحلتها السياحية.
 
وقالت كاترينا، إن الأمور تغيرت كثيرًا في المدينة الساحلية الهادئة وانتقل السياح الروس والأوكرانيون إلى عدد من المنتجعات السياحية التي خصصتها الحكومة المصرية لإقامة السياح العالقين بسبب الحرب، وأضافت: “الأمر أشبه بمعسكرٍ للكشافة أو رحلة مدرسية جماعية” داخل شرم الشيخ.
 
وقررت كاترينا حزم أمتعتها ضمن فوج سياحي مكون من 50 شخصاً بانتظار إشارة من الشركة المنظِمة لرحلتها للتوجه إلى المطار في رحلة العودة إلى روسيا.
 
وأوضحت كاترينا، أنهم يحتاجون إلى الهدوء وإمدادهم بالمعلومات الكافية عن تطورات الأوضاع وبيانات رحلات الطيران، مع ضرورة توفير الماء والغذاء داخل المطار الذي يشهد ضغطاً كبيراً حاليا بسببِ استمرار عمليات ترحيل السياح العالقين.
 

تأثيرات سلبية على قطاع السياحة

وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة وغرفة المنشآت السياحية المصرية، فإن السياح الروس والأوكرانيون يمثلون نحو 40 في المئة من حجم السياحة الشاطئية التي تأتي إلى مصر سنوياً، وهو الأمر الذي يشير إلى دخول قطاع السياحة في أزمة حقيقية بعد توقعات بموسم سياحي رائج، عقب تخفيف إجراءات مكافحة كورونا عالميا.
 
وفي السياق ذاته، قال أحمد حبيب، مدير إحدى المنشآت السياحية في شرم الشيخ، إن السياح الروس والأوكرانيين كانوا يمثلون نحو 60 في المئة من إجمالي السائحين الأجانب الذين يزورون المدينة الساحلية سنوياً، وكانت لهم رحلات منظمة بجداول ومواعيد ثابتة تحقق نسب إشغال عالية بفنادق ومنتجعات المدينة، اقتربت قبل اندلاع الأزمة من 100 في المئة تقريبا.
 
وأضاف حبيب، أن المدن السياحية في الغردقة وشرم الشيخ عانت من “ست سنوات عجاف” انقطعت فيها رحلات السياحة الروسية والأوكرانية المنتظمة، قبل أن تعود بشكل تدريجي نهاية العام الماضي بعد استئناف رحلات الطيران العارض “الشارتر” إلى المنتجعات السياحية المصرية، إذ وصلت نسب الإشغال لأكثر من 80 في المئة، رغم تطبيق الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
 
وكان القطاع السياحي في شرم الشيخ والغردقة قد عانى في أعقاب حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية “متروجيت” فوق شبه جزيرة سيناء عام 2015، بعد أن اتخذت السلطات الروسية قرارًا بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ وكافة المطارات المصرية.
 

تغيير خطط صناع السياحة

كما قال باسل السيسي عضو غرفة المنشآت السياحية باتحاد الغرف التجارية المصري، إن قطاع السياحة كان ينتظر رواجا كبيرا خلال موسم العطلات الحالي، بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية التي كانت مفروضة بسبب وباء كورونا، غير أن بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تسبب في أزمة كبيرة للقطاع وتوقعات بتغيير خُطط صُناع السياحة خلال الفترة المقبلة.
 
وأشار باسل، إلى أن العديد من منظمي الرحلات الروسية والأوكرانية ينوون التوجه إلى بعض الأسواق البديلة في شرق أوروبا مثل بولندا والتشيك وسلوفينيا وغيرها من البلدان التي يقترب فيها ذوق السائحين من رغبات وأذواق السياحِ الروسِ والأوكران، لأن الأزمة سوف تأخذ وقتاً طويلاً وتأثيراتها ستكون ممتدة على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى