حوارات و تقارير

زمردة باهيا “الملعونة” تعود إلى البرازيل بعد 23 عامًا.. فما القصة؟

أميرة جادو

في قصة مثيرة امتدت لأكثر من عقدين، أصدرت محكمة أمريكية حكمًا بإعادة “زمردة باهيا” العملاقة، التي تعتبر واحدة من أكبر الأحجار الكريمة المكتشفة في العالم، إلى موطنها الأصلي في البرازيل، والتي يقدر ثمنها بقيمة مليار دولار، وكانت محور نزاع قانوني طويل انتهى بحكم لصالح البرازيل.

تهريب زمردة باهيا

بعد 23 عامًا من تهريبها من البرازيل، عادت “زمردة باهيا” إلى دائرة الضوء عقب حكم قضائي أمريكي بإعادتها إلى وطنها. هذا الحجر الكريم، الذي يبلغ وزنه 180 ألف قيراط وتقدر قيمته بمليار دولار، تم تهريبه في عام 2001 بطريقة مثيرة شملت عبورها الغابات المطيرة باستخدام بغال، وسط ادعاءات بتعرض إحدى هذه البغال لهجوم من نمر خلال العملية.

وصلت الزمردة إلى الولايات المتحدة، حيث تم تخزينها في قبو في لاس فيغاس، ولاحقًا، اكتشف المحققون الحجر بعد أن فقده رجل أعمال أمريكي اشتراها بمبلغ 1.3 مليون دولار، مع ذلك، بسبب غموض ملكيتها، صادرتها شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، مما أشعل صراعًا قانونيًا بين بين عدة أطراف تضمنت شركات، أفرادًا، والحكومة البرازيلية.

نزاع طويل وأسرار مثيرة

والجدير بالإشارة أنه في عام 2014، بدأ النزاع القانوني عندما طالبت السلطات البرازيلية باستعادتها باعتبارها كنزًا وطنيًا يجب عرضه في المتاحف، مؤكدة أن تهريبها يشكل انتهاكًا لقوانين التراث الثقافي، كما تزايدت الإثارة حول القضية مع شائعات عن الزمردة “ملعونة”، حيث نجت من العديد من الكوارث، منها فيضانات إعصار كاترينا.

في النهاية، حسم القاضي الفيدرالي “ريجي والتون” القضية لصالح البرازيل، مستجيبًا لطلب وزارة العدل الأمريكية بإعادتها. كما أكد أن الحجج المقدمة من الأطراف الأمريكية لم تكن كافية للاحتفاظ بها.

احتفاء برازيلي

وفي هذا الإطار، عبر المدعي العام البرازيلي “بوني دي مورايس سواريس”، عن فرحته بالحكم، معتبرًا القرار انتصارًا للتراث البرازيلي. من المقرر أن يتم تسليم الزمردة إلى البرازيل في حفل رسمي قريبًا، حيث سيتم عرضها ككنز وطني للشعب.

والجدير بالذكر أن “زمردة باهيا” ليست مجرد حجر كريم. بل هي رمز لقضية تعكس أهمية حماية التراث الوطني من التهريب والضياع، ومع اقتراب عودتها إلى موطنها الأصلي. تكتمل فصول قصة استمرت لأكثر من عقدين، لتكون شاهدة على قوة القانون وأهمية الحفاظ على الإرث الثقافي للشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى