تاريخ ومزارات

مسـجد سنان باشا.. أشهر مساجد “بولاق أبوالعلا”

أسماء صبحي
مسـجد سنان باشا هو ثاني مسجد تم انشائه في العصر العثماني بعد جامع سليمان باشا الخادم بالقلعة المعروف بسارية الجبل، وشيد المسجد على نسق المساجد التركية، وهو في شارع السنانية، شمال حي بولاق أبوالعلا.
 
ينتسب المسجد لـ«سنان باشا»، وهو أحد ولاة مصر من العثمانيين وأشهر المعماريين فى الدولة العثمانية، وتولى ولاية مصر مرتين عام 1567 ميلادية ثم عام 1571 ميلادية ، وولى منصب الصدر الأعظم مرتين (الرجل الثاني في الدولة العثمانية) وهو منصب يعادل حاليًا منصب رئيس وزراء.
 
وكان سنان باشا، يتصف بالدهاء والحنكة السياسية والمهارة العسكرية، ويرجع له الفضل في قيادة المعارك العثمانية في اليمن ضد الزيديين، وكان له الفضل أيضًا في فتح تونس وضمها للدولة العثمانية بعد هزيمة الأسبان.
 

بناء المسجد

بنى سنان باشا المسجد سنة 1571م (979هـ)، وإلى جواره حمام وثلاث خانات وسبيل وكتاب وبيت للسكنى وبيت للقهوة بمنطقة بولاق أبوالعلا، وحظي هذا الجامع منذ إنشائه باهتمام كبير سواء من قِبل المؤرخين أو الرحالة، وقد زاره الرحالة التركي أوليا جلبي، وذكر أن للمسجد حديقة تحيط به، وبالجامع زهور وورود، كما كان له سور به أبواب، هدم الشرقي منها عام 1902م.
 
ويبلغ طول الجامع 35 متر وعرضه 27متر، وبه ثلاث أيوانات من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية، والجامع ليس له حرم بمعنى أنه لا يتقدمه أي فناء مكشوف، وترجع الدكتورة سعاد ماهر، غياب حرم الجامع لوجوده على ضفة النيل الشرقية، وهو ما لم يسمح له بوجود حرم أو فناء من الجهة الغربية.
 
وبيت الصلاة عبارة عن مربع طوله 15م، تغطيه قبة مبنية من الحجر، وتحلى رقبتها شبابيك من الجص المفرغ بالزجاج الملون، وتحيط بها شرفة بممر ضيق لها درابزين خشبى تطل على المسجد، ولعل الغرض من هذا السماح بصيانة فتحات شبابيك القبة، ويبلغ عدد النوافذ بها 16 نافذة، وكانت القبة مغطاة بالرصاص.
 

صيانة المسجد

وفى عهد الملك فاروق أجريت للمسجد عمليات صيانة، شملت إصلاح القبة، وكان لفتح الشارع أمام الواجهة البحرية أثر كبير فى إظهار مكانة هذا المسجد، وتجلى جماله ومحاسنه.
 
وتوفى سنان عام 1588م، ورغم من أنشأؤه للمسجد ولكن لم يدفن فيه فقد دفن بجوار مسجد سيدي المحمدي الدمرادش بحي العباسية، وأنشأء على مقبره قبة وهو على يمين السالك هذا الشارع الداخل الى كلية طب بمستشفى الدمرادش ويقابله ضريح سيدي محمد دمرداش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى