توسع “الناتو” في شرق أوروبا.. هل ينجح “الحلف” في ردع الهجوم الروسي؟
أميرة جادو
ضاعف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وجوده العسكري في شرق أوروبا، بالقرب من حدود روسيا، منذ بداية الأزمة الأوكرانية وتحديدا مع بدء العملية العسكرية الروسية، ما قرأه خبراء بأنه “استراتيجية ردع” جديدة تستهدف تعزيز الثقل شرقاً، وتحمل العديد من التأثيرات والتداعيات.
“ثقل الناتو يتجه شرقًا”
ارتفع الناتو منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم خلال مناوراته العسكرية في شرق أوروبا في عام 2014، ويقول قادة الحلف إن الهدف من ذلك هو طمأنة أعضاء الحلف الذين يخشون اعتداء روسيا، وقد أغضب ذلك روسيا التي تقول إن حلف شمال الأطلسي أصبح يمثل عبئا على فنائها الخلفي، وشبه الكرملين ذلك بنشر روسيا صواريخ في المكسيك، بحسب دراسة نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات تحت عنوان: “الناتو ..ارتباطات وثيقة بين حلف الناتو والتعاون الدفاعي لدول الشمال الأوروبي”.
وبحسب الدراسة، فقد ارتفع عدد مقاتلات حلف الناتو في أوروبا الشرقية، في السنوات الـخمس الماضية، ليبلغ (101) طائرة، وتواصل زيادة قوات الناتو في أوروبا الشرقية من قوات الدول الواقعة خارج المنطقة، ومنذ عام 2014 ارتفع عدد العسكريين من (2000) إلى (15000).
أجريت أكثر من (100) من التدريبات العسكرية، منذ مطلع عام 2018، وشارك فيها ما يصل إلى (80000) عسكري، وازداد عدد القوات التي تشارك فيها خلال خمس سنوات بـ (10) أضعاف، كما ازداد عدد الطائرات الحربية من (11) طائرة إلى (101) طائرة، وأشار إلى أن تكثيف تدريبات قوات الحلف مستمر.
“الحلف غير قادر على صد الهجوم”
ومن جهته، يشير جاسم محمد الخبير الأمني ورئيس المركز، إلى أن الحلف سيكون غير قادر على صد هجوم روسيا على جناحه الشرقي في حال حصوله، مضيفًا أن “أوانا لونغيسكو”، المتحدثة الرسمية باسم الناتو، كانت قد أبلغت وكالة تاس الروسية، أن “قوات حلف شمال الاطلسي هي الآن أكثر استعدادا وقادرة على الانتشار أسرع من أي وقت مضى خلال العشر سنوات الماضية”.
وأضافت المتحدثة الرسمية باسم الناتو :”حلف شمال الأطلسي الآن يعزز دفاعه الجماعي لأقصى حد منذ نهاية الحرب الباردة، وهو يضع أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جناحه الشرقي، بما في ذلك في ليتوانيا، تحت قيادة ألمانيا، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ضاعف الناتو ثلاث مرات عدد قوة الرد السريع حوالي (25000) شخص تقريبا ومنها لواء قوامه (5000) عنصر من قوة الرد الفائق السرعة”.
“البقاء الدائم للرد على روسيا”
وأكد الخبير الأمني، إن حلف شمال الأطلسي شكل في عام 2016 قوة للرد السريع في دول شرق أوروبا، كما قرر الإبقاء على حضور دائم في المنطقة، واتخذت هذه القرارات، التي قدمت خصوصا باعتبارها ردا على سلوك روسيا في أوكرانيا، من قبل مجلس الحلف الأطلسي في قمة نيوبورت في ويلز ببريطانيا ويأتي القرار لتخفيف قلق الدول الأعضاء القريبة من الحدود الروسية، ولردع تحرشات الكرملين بأوكرانيا، ومنع تكرارها في أماكن أخرى بالمنطقة.
وفي السياق ذاته، أوضح الخبير الأمني، تشهد منطقة بحر البلطيق توترا متزايدا بين موسكو والغرب، وزادت موسكو قدراتها العسكرية في جيب كالينينغراد التابع لها في منطقة بحر البلطيق، وانتقدت حلف شمال الأطلسي لنشره الدرع المضاد للصواريخ في شرق أوروبا، والنرويج والدنمارك وأيسلندا أعضاء بحلف الأطلسي في حين تظل السويد وفنلندا، اللتان تشتركان في حدود مع روسيا لمسافة 1340 كيلومترا، على الحياد عسكريا، وقالت فنلندا إنها تنوي إجراء مناورات عسكرية على نطاق كبير مع دول الشمال والولايات المتحدة وحلفاء آخرين خلال عام 2020.
“ردع العدوان الروسي”
ويرى الخبير الأمني أن الترتيبات والأنشطة العسكرية التي يقوم بها الحلف عند حدود روسيا تهدف إلى “ردع العدوان الروسي” حيث أعلن حلف الناتو أن (30) كتيبة مشاة آلية و(30) سربا من الطائرات و(30) سفينة حربية ستكون موجودة في حوزة أعضاء الحلف بحلول عام 2020، وهذا يعني أن جيش مشاة آلية نحو (30000) عسكري و(1000) آلية عسكرية مدرعة وجيش طائرات نحو (500) طائرة ومروحية، وأسطولاً كاملاً من السفن الحربية ستكون موجودة عند حدود روسيا.
والجدير بالذكر، علق أوليغ جولتونوجكا الخبير العسكري في تصريحات إلى جنرالات حلف شمال الأطلسي التي تعتقد أن البلطيق هدفا محتملا لضرب روسيا، وأنها بعد ذلك، ستتمكن من استخدام البلطيق كجسر لشن هجوم على دول أخرى، مؤكدًا أن دول البلطيق ليست موقع جيد للاستيلاء على روسيا، وختم قائلًا: “إن حتى مجموعة تتألف من (200) ألف أو (500) ألف لن تساعد ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، لذلك دول البلطيق ستصبح مقبرة حلف الناتو”.