عادات و تقاليد

تعرف على أبرز طقوس الزواج في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام

أميرة جادو

هناك العديد من التعبيرات في النصوص العربية القديمة ، مثل  “السبيئة” تدل على الزواج كنوع من الاستقرار الأسري الذي ينعم به الزوجين نتيجة ارتباط زوجي يسبقه وثيقة واقامة وليمة عرس، وتبدأ تلك الحياة بخطبة من والد العريس إلى ولي أمر العروس وقد اخذوا زينتهم وجمعوا كبارهم واجتمعوا في ساحة دارهم مرتديا “ولي أمر العروس بردة ويخاطبه ولي العريس قائلًا “إني أطلب يد كريمتك” ويرد قائلًا “نحن زوجناك” حيث يتم إعلان الموافقة على الملأ ثم يقدر المهر آجله وعاجله.

يعقد القران أو ما يطلق عليه يوم العقد أو يوم الأملاك عند العرب، ثم يحدد الزواج بشهور معينة لأنهم كانوا يكرهون الزواج في الأشهر الحرم، ويرافق العرس احتفالات حيث تجري الاحتفالات في بيت أهل العروس بوليمة ثم تحمل إلى منزل والد العريس بهودجها بعد أن حمل جهازها سابقًا.

طقوس الزواج عند العرب

تتوج العروس وتوضع في “المزفة” وهي محفة قد جملت بالحرائر المزخرفة بالألوان، وتتجمل بكل ما لديها حسب الأحوال المالية بجو بهيج ومعها والديها حيث يبارك لها والدها بقوله “أيسرت وأذكرت ولا أنثت جعل الله فيك عددًا وعزًا وخلدًا، أحسني خلقك وأكرمي زوجك وليكن طيبك الماء” وتتزين بالطيب وقد اشتهر رداء العروس بالعبير كما قال الأعشى: “لأعطر بعد عروس ولا مخبأ لعطر بعد عروس”.

ترتدي العروس ثوبا له ذيل تسحبه عندما تمشي وتكون بجانبها “سوداء العروس” وهي جارية سوداء تقف بجانبها لكي تظهر جمال العروس، ويزف العريس بالدفوف والطبل بعد أن يجمل في أجمل هيئة بأنواع البخور ودهن شعره ولحيته، لأن دهن الشعر من علامات الفرح والسرور عند العرب، ويرتدي أفضل الملابس ويكحل عينيه ويخضب يديه ورجليه قبل الدخول على المرأة.

ويرافق  العرس الغناء والرقص، وبعد الاحتفال ترتب أسرة العريس وليمة كبيرة، ومن أشهر الولائم الأرز المطبوخ مع اللحم المشوي أو المسلوق كما تذبح عدة ذبائح بوصول العروس إلى بيت عريسها من أجل طرد الأرواح الشريرة.

وفي الصباح، تقام وليمة أخرى، حيث يأتي أهل العروس واخوتها ويقدمون لها مبلغا كهدية لها ويتقبل الزوج التهاني من أهل الزوجة “على الطائر الميمون” ويقدم لأهل الزوجة وليمة غداء، تسمى “وليمة الصباحية” او “الصبيحة”، مما يدلل على المكانة التي احتوتها المرأة في عصور قديمة حيث كان لها شأن فكانت تستشار في زواجها ولها الحرية في ذلك.

والجدير بالذكر، يتم عقد الأفراح والاحتفالات بذلك الزواج الميمون. وهذا يشير إلى أهمية الحياة الاجتماعية عند العرب واستقرارها كنموذج إيجابي قائم على احترام الزوجة فقد ورد في الحكم السومرية “المرأة مستقبل الرجل”، كما صورت المرأة في جميع المناظر والنصوص مساندة مؤازرة للرجل في انسجام وتناغم يجسد معنى الحياة الزوجية بكل تفاصليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى