تاريخ ومزارات
الصراع “الطيبي الاهناسي” بعد انهيار آخر سلاح للملوك في الصعيد

أسماء صبحي
في أواخر عهد الأسرة السادسة، انهار آخر سلاح للملوك في الصعيد وتفكك سلطانهم وساءت الأحوال في جميع البلاد، وانتهز الأسيويون هذه الفرصه وغزوا البلاد وخربوا الدلتا واستوطنوا البلاد كما صورت النقوش، وعمت الفوضى في مصر خلال الأسرتين السابعة والثامنة.
إنقاذ مصر من الفوضى
أنقذ البلاد بعد هذه الفوضى أسرة ملوك أهناسيا في مصر الوسطى، وأول عمل قاموا به طرد الغزاة وقاموا بتحصين الحدود المصرية خاصةً الدلتا، واتخذوا تدابير فعالة في الشمال الشرقي وأسسوا مدينة صغيرة محصنة تبدأ من الحدود عن طريق حور ثم على طول نهر النيل حتى مصر الوسطى.
وإذا حاولنا تصور الوضع عند قيام الأسرة التاسعة نجد أن العائلات القوية تتنازع على السيطره على البلاد فكانت منطقه الدلتا معرضه للتسلل الأسيوي، ومصر الوسطى في حكم أهناسيا، أما الصعيد انتقل حكمها من حكام قفط إلى حكام طيبة، وكانت أبيدوس هي الحد الفاصل بين نفوذ حكام أهناسيا وحكام طيبة.
وبدأت الأسرة التاسعة بملك قال عنه مانيتون إنه كان إنساناً قاسياً فقد قواه العقلية في نهاية حياته والتهمه تمساح، ولكن كل ما يمكن قوله إنه كان قوياً بما فيه الكفاية ليقيم حكومة قوية في إهناسيا، وقد ظهر في بداية الأسرة التاسعة ملك في طيبة اتخذ اسم واح – عنخ – انتف.
صراع طويل
ويبدو أنه اعترف بسيادة حاكم الشمال في إهناسيا كملك على البلاد كلها وأصبحت هذه الأسرة الطيبية موالية للأسرة التاسعة والأسرة العاشرة لمدة 75 عاماً، وقد حاول البيت الإهناسي التدخل في شؤون حكام طيبة، وكان كل منهم يحاول تثبيت أقدامه في ممتلكات الآخر مما أدى إلى صراع طويل بين الطرفين.
ولفترة طويلة ظل الموقف ينتابه الكثير من الغموض من الانتصارات والهزائم بالتتابع مع كلا الطرفين أثناء حكم الملك واح – كا – رع – ختي ثار ملك الجنوب وأعلن الحرب على إهناسيا، واستمرت هذه الحرب بضع سنين وكان سبب هذه الحرب بعض الاعتداءات التي قام بها واح – کا – رع – ختي وانتهت باتفاق بين الجانبين يشير إلى الهدنة بين الطرفين، وفي تلك الفترة كان يؤيد ملوك إهناسيا أمراء أسيوط وبيت أرمنت وانضم إلى جانب طيبة قفط دندره.
وحدة البلاد
واتحدت السلطه المركزيه ثانيًا في أعقاب تلك الفترة طويلة من الاضطرابات التي انتهت حوالي 2000 قبل الميلاد، وذلك بفضل مجهودات حكام طيبة، وقد اهتمت ملوك أهناسيا بالدلتا وطرد الأسيويين من الدلتا.
وفي نفس الوقت قام حكام طيبه بالاهتمام والدفاع عن بلاد النوبة، وفضل هذين الحدثين المتشابهين في الشمال والجنوب اصبحت وحده البلاد في طريق التحقق.
وبعد مرور فتره تزيد عن 80 عاماً من الصراع نجحوا في القضاء على مملكه أهناسيا، وكان على ملوك الأسرة الحادية عشرة أن يحققوا وحده البلاد ولم يكن هذا من عمل ملك واحد بل أسرة بأكلمها.