تاريخ ومزارات

كيف أسس محمد الشيخ السعدي دولة السعديين وغيّر مسار المغرب؟

كيف أسس محمد الشيخ السعدي دولة السعديين وغيّر مسار المغرب؟

نشأ  محمد الشيخ بن عبد الرحمن، المعروف بأبي عبد الله محمد الشيخ، وتعلم في المغرب. لقب بالمهدي وعني بالعلم منذ صغره، حتى وصل إلى درجة من العلم أهلته لمخالفة القضاة في الأحكام ورد الفتاوى. كان أديبًا وحافظًا، ويحفظ ديوان المتنبي عن ظهر قلب.

وقد حكم محمد الشيخ الدولة السعدية بين عامي 1540 و1557. بدأ عهده كوزير في عهد أخيه السلطان أحمد الأعرج، إلا أن الخلافات بينهما أدت إلى انقلاب الشيخ على أخيه والاستيلاء على السلطة. خلال فترة حكمه، اتسمت سياسته بعدوانية تجاه بعض الفقهاء ورؤساء الزوايا، وفرض ضرائب ثقيلة، ولكنه قام أيضًا بأعمال عمرانية مهمة، مثل بناء مرسى أكادير وتحصين مدينة تارودانت وإنشاء مساجد في سوس.

 وبرغم الدعم العثماني للوطاسيين، استطاع محمد الشيخ الاستيلاء على مدينة فاس عام 956 هـ، وقبض على بني وطاس، وأسر السلطان أبو العباس، بينما فر أبو حسون إلى الأتراك طلبًا للمساعدة. في عام 1551، قاد الشيخ حملة لغزو تلمسان بمساعدة ابنه محمد الحران، لكنهم فشلوا في الاستيلاء على مستغانم بسبب دفاع العثمانيين القوي.

 فلم تكن علاقة محمد الشيخ بالأندلسيين جيدة، رغم تأييدهم له كمدافع عن المغرب والمنقذ للأندلس. حاول التحالف مع العثمانيين لإنقاذ الأندلسيين، لكنه كان يخشاهم. بعد سقوط مملكة بنو زيان بيد العثمانيين، احتل محمد الشيخ تلمسان وتعاون مع القائد منصور بن أبي غنام، لكنه استمر في معاداة العثمانيين.

ولقد أمر السلطان العثماني سليمان القانوني باغتيال محمد الشيخ بعد رفض الأخير دعوة السلطان العثماني على منابر المغرب. تمكنت مجموعة من الأتراك، الذين ادعوا الهروب من سلطانهم ورغبوا في خدمة الشيخ، من التسلل إليه وقتله في خيمته بجبل درن عام 1557. تم إرسال رأسه إلى سليمان القانوني، الذي أمر بتعليقه على باب القلعة في القسطنطينية.

على الرغم من سياساته الصارمة والعدوانية، ساهم محمد الشيخ في توحيد المغرب وتوطيد دعائم الدولة السعدية، مما مهد الطريق لأبنائه عبد الله الغالب وعبد الملك وأحمد المنصور لتولي الحكم من بعده ومواصلة تعزيز قوة الدولة السعدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى