تاريخ ومزارات
بلقيس.. ملكة من بلد آخر نجحت في محاربة أعدائها وأقرت بنبوة “سليمان”

أسماء صبحي
تنسب الملكة بلقيس إلى الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر، وهناك اختلاف كبير بين المراجع التاريخية في تحديد اسم ونسب هذه الملكة الحِمْيَرية اليمانية، كما أنه لا يوجد تأريخ لسنة ولادتها ووفاتها.
كانت بلقيس سليلة حسبٍ و نسب، فأبوها كان ملكاً، و قد ورثت الملك بولاية منه لأنه على ما يبدو لم يرزق بأبناء بنين، فلَمَّا حضرت أباها الوفاة جمع وجوه مملكته وأهل المشورة، وكان من جملة ما قاله له لِيبرر استخلاف بلقيس عليهم: “إني رأيت رحالا، وأدركت ملوكا فلا والذي أحلف به ما رأيت مثلَ بلقيسَ رأياً وعلماً وحلماً”.
هروبها من سبأ
استنكر أشراف وعلية قومها توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالازدراء والاستياء، مما كان له أصداء خارج حدود مملكتها، فقد أثار الطمع في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ، ومنهم الملك “عمرو بن أبرهة” الملقب بذي الأذعار.
حشر ذو الأذعار جنده و توجه ناحية مملكة سبأ للاستيلاء عليها و على ملكتها بلقيس، إلا أن بلقيس علمت بما في نفس ذي الأذعار فخشيت على نفسها، واستخفت في ثياب أعرابي ولاذت بالفرار.
وبعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها عادت بلقيس وقررت التخلص من ذي الأذعار، فدخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر وهو ظان أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، استلت سكيناً و ذبحته بها، وبفعلتها هذه وخلصت أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده.
توليها حكم المملكة
وازدهرت مملكة سبأ فى عهدها، واستقرت البلاد أيمّا استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية، كما نجحت في محاربة أعدائها ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة.
ومما أذاع صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذي كان قد نال منه الزمن، كما انها هي أول ملكة اتخذت من سبأ مقراً لحكمها.
وأقرت الملكة بلقيس بنبوة سليمان وحكمه، وأسلمت وحسنَ إسلامها.