قبائل و عائلات

“بنو أمية”.. أول قبيلة حكمت في التاريخ الإسلامي

أسماء صبحي
بنو أمية هم إحدى فروع قبائل قريش الكنانية، وكانت أهم قبيلة لها كثير من السيادة والمال في مكة، وأيضا هم أول قبيلة مسلمة حكمت في التاريخ الإسلامي، حيث قاموا بحكم الدولة الأموية، والعاصمة دمشق، في عام 661م إلى 750م، كما أسسوا دولة لهن في مدينة الأندلس عاصمتها قرطبة.
 

الدولة الأموية

تم تأسيس الدولة الأموية في عام 661 م، و٤١هـ، وكان أول خليفة لها معاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك عندما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن خلافة الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك من أجل الحفاظ على المسلمين والدين الإسلامي من الفتن، وحقن الدماء، وتوحيدهم بعد تلك الحروب والمعارك التي أقيمت بينهم.
 
وفي عهد حكم بني أمية انتشر الدين الإسلامي والفتوحات في الغرب حتى إسبانيا في أوروبا، ثم في الشرق حتى تخوم الصين عام 715 م في وسط آسيا وقامت بتكوين أكبر دولة في التاريخ الإسلامي، وفتح الأمويون العديد من البلاد، وقاموا بنشر الإسلام فيها، وكانت معظم اهتماماتهم بالعلوم والفقه، والعمارة وجعلوا من العاصمة دمشق أهم مدينة في العالم الإسلامي ومنارة للعلم.
 
كما بنى الأمويون أبرز المعالم في المدن الإسلامية والتي مازالت حتى الآن مثل المسجد الأموي بدمشق، والمسجد الأقصى بالقدس والمسجد النبوي بالمدينة المنورة وجامع قرطبة في الأندلس والعديد من قصور الأمويين الأخرى.
 
وتميز فن العمارة في عهد الأمويين واشتهر في ذلك الوقت والزخارف والفسيفساء، كما قام الأمويون بصك العملة الإسلامية “الدينار الأموي” في حكم الخليفة عبد الملك بن مروان، واشتهروا أيضًا بدور العلم والمدارس والمكتبات والمستشفيات، وقاموا بتشجيع العلم والعلماء، وقاموا بتعريب الدواوين.
 
وقام الأمويون بتنظيم الحكم والدولة والولاة ونظام القضاء، وفي عهد الحكم الأموي تم وضع النقط على حروف كتاب القرآن الكريم، وأقاموا نظام البريد، وربطوا العاصمة دمشق بباقية المدن في الدولة بنظام البريد، وبنى الأمويين أول أسطول إسلامي بحري.
 

الفرق بين دولة بني العباس ودولة بني أمية

لقد ذكر في أحد صحف أطلس تاريخ الإسلام “إن الدولة العباسية لو تنبهت إلى حقيقة قيامها كدولة إسلامية، وهي دعوة إلى الإسلام لا مجرد ان تحافظ عليه كما وجدته، لو أنها قامت بالرسالة الحقيقية وأدخلت جميع الأتراك والمغول في الإسلام، لأدت للإسلام والحضارة الإنسانية أعظم الخدمات، وأيضا قامت بتغيير صفحات التاريخ”.
 
وبذلك تكون الدولة العباسية قد خذلت الإسلام شرقاً وغرباً، فهي في الشرق لم تنجح ولم تدخل الأتراك والمغول في الإسلام، كما استطاعت الدولة الأموية من دخول الإيرانيين ومعظم الأتراك في الإسلام، وقامت بفتح أبواب الهند لهذا الدين الإسلامي، وغرباً قعدت دولة العباسيين عن فتح القسطنطينية، ولو أنها قامت بذلك لدخل جميع جنسيات الصقالبة والخزر والبلغار الأتراك في الإسلام، إذ لم تكن حينها أمام هذه الأجناس أي ديانة سماوية أخرى يدخلون فيها.
 
ومن هنا ندرك المقارنة الكبيرة بين الدولة الأموية والدولة العباسية، فالدولة الأموية قامت بنشر الإسلام والحصول على مكان له في معظم أراضي الدولة البيزنطية، كما قامت بدخول أجناس البربر جميعاً في الإسلام، ثم قامت بانتزاع شبه جزيرة أيبيريا (الأندلس) من القوط الغربيين، وبعدها قامت باقتحام دول الفرنجة و البرغنديين و اللومبارد وأدخلت الإسلام، وحاولت ٣ مرات أن تستولى على القسطنطينية.
 
أما العباسيين فلم يقوموا بأي إضافات واضحة رغم طول عمر حكمهم، بل قد خسروا الكثير من المناطق التي قام بفتحها الأمويون.
 

الصحابة الأمويون

يوجد مجموعة كبيرة من الصحابة الأمويون، من أشهرهم ما يلي:
 
  • عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، من أول من أسلم، تزوج السيدة رقية، والسيدة أم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقد المسلمون السنة بأنه ثالث أفضل رجال الصحابة بعد أبي بكر وعمر بن الخطاب.
  • أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، سابقة في إسلامها، تزوج منها النبي وهي في الحبشة (في دولة إريتريا) بعد أن أشرك زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي عن الإسلام وقد كان ابن عمة النبي.
  • أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، دخلت في الإسلام قديماً من المهاجرات، تزوجها زيد بن حارثة، فتوفي في مؤتة ثم تزوجت الزبير بن العوام فمات مقتولاً (قتله عمرو بن جرموز) ثم تزوجت من عبد الرحمن بن عوف فتوفيت عنده.
  • عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية، قديم الإسلام شهد بدراً، أمره الرسول صلى الله عليه وسلم، بتعليم القرآن بـ المدينة ثم منحه ولاية بعض قرى العرب، واستشهد في غزوة بدر.
  • عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية، قديم في الإسلام، كان في غزوة بدر، وهاجر الهجرتين، ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم على وادي القرى الآن تعرف بـ(العلا).
  • خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، قديم في الإسلام، حيث أسلم في بدايات نشر الإسلام الأولى، من مهاجرة الحبشة، ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم على مدينة صنعاء.
  • أبان بن سعيد بن العاص بن أمية، أسلم في غزوة خيبر عام 7هـ، ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم على الخط الآن تعرف بـ( القطيف).
  • أبو سفيان بن حرب بن أمية، دخل الإسلام قبل فتح مكة وروى الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وولاه الرسول على نجران.
  • يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، دخل الإسلام يوم فتح مكة، وهو أحد قادة الجيوش في فتوح الشام، ولاه عمر بن الخطاب على مدينة دمشق.
  • معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، دخل الإسلام يوم صلح الحديبية، وكان أحد قادة الجيوش في فتوح الشام، ولاه عمر بن الخطاب دمشق وبعلبك والبلقاء، ثم ضم له عثمان بن عفان الشام كلها، ثم أصبح بعد ذلك أول ملوك الإسلام.
  • مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وُلِدَ في العام الثاني من الهجرة 2 هـ، روى الإمام الشافعي: لما تم هزيمة الناس بالبصرة يوم الجمل كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يسأل عن مروان بن الحكم، فقال رجل: ” يا أمير المؤمنين، إنك لتكثر السؤال عن مروان بن الحكم، فقال: ” تعطفني عليه رحم ماسة، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى