الجبور.. قبيلة حاربت الفرس والأتراك واشتهرت باحترامها للعلماء

أسماء صبحي

تنتشر قبيلة الجبور على نطاق واسع المنطقة الشرقية من سوريا ومناطق أخرى داخلها، وتعد من كبريات القبائل السورية ولها ما يُميّزها عن باقي القبائل والعشائر من حيث النسب والسيادة والصفات في المنطقة، وهم امتداد لقبيلة الجبور العربية الكبيرة جداً، إذ تعد من أكبر قبائل مذحج القديمة والتابِعة لِمملكة سبأ العظيمة.

وتعد الجبور من أكبر القبائل العربية، نظراً لتواجدها الكثيف في سوريا والعراق والسعودية وفلسطين والأردن ومصر ولبنان والبحرين وعمان واليمن وتركيا والأحواز.

وعن انتشارها في سوريا، فهم يتواجدون في الحسكة والرقة وديرالزور وحلب وأعزاز وما حولها، وحماة وإدلب وجنوب دمشق والرستن وحمص، وفي مختلف المحافظات العراقية ويشكلون النسبة السكانية الأكبر في العراق.

الدولة الجبرية في شرق الجزيرة العربية

لقد حَكمتْ دولة الجبور الجَزيرة العَربية، ومن أهَم الأمصار التي كانت تحت حكمِها البَصرة وعَمّان الشَمال والبَحرين والأحساء ونَجدْ وأجزاء من أفريقيا وخاصةً جَزيرة زنجبار في المحيط الهندي.

وخاضَت الدولة الجَبرية معارِكَ ضَروس ضد البُرتغاليين والفرس الذين ما انفكوا يحاولون بسط نفوذهم في جزيرة العَرب، واشتهر الحكام الجبوريون بِعدلهم واحترامهم للعلماء.

ومِن أبرز أمراء الجبور هم: الأمير زامِل بِن حسين الجَبوري من سنة 820 هـ إلى سنة 866 هـ، الأمير سَيف بن زامِل الجَبري من سنة 866 هـ إلى سنة 875 هـ، الأمير أجود بِن زامل من سنة 875 هـ إلى سنة 902 هـ، الأمير محمد بن أجود الجبري من سنة 902 هـ. الأمير مقرن بن أجود من سنة إلى سنة 921 هـ، الأمير علي بن أجود من سنة 921 هـ (شهر واحد)، الأمير ناصِر بن محمد بن أجود (ثلاث سنوات)، الأمير قَطن بن علي بن أجود الجبري (سنة واحدة)، الأمير علي بن قطن بن علي بن أجود الجبري من سنة 925 هـ.

وقعات الجبور الشعبية

الوقعة في اللغة تعني صدمة الحرب، والوقيعة تعني القتال، والجمع وقائع، وللجبور تاريخ حافل بالوقائع والمصاعب، وكان هذا هو حال أغلب العشائر العربية حين استوطنوا أخصب الأراضي الزراعية على ضفاف نهري الخابور والفرات في سوريا وحوض دجلة في العراق.

ونفس الأمر في الإحساء والقطيف ونجد وعمان وسواحل الخليج العربي، حيث حاربوا الفرس والبرتغاليين ودافعوا عن عروبة الخليج العربي وحكموا حتى في زنجبار وهي دولة متحدة مع تنزانيا حالياً في شرق أفريقيا، كما أنهم دخلوا في عشرات الوقائع مع الأتراك والأنكليز.