قبائل و عائلات

الضفير أول قبيلة تتصدى للوهابيين لأكثر من ثلاثين عام

دعاء رحيل

تتكون قبيلة الضفير من مجموعات غير متجانسة، وما يثير الانتباه، أن هذه القبيلة، برغم ذلك، تمكنت من التصدي للوهابيين مدة تزيد على الثلاثين عاما . وتنقلت مع بداية القرن الماضي حتى حدود الفرات، حيث وجدت الحرية، التي فقدتها في موطنها، في ظل ظروف صعبة.

تفيد المصادر الشفهية أن معنی اسم القبيلة ( المتحالفة)، ومع أن هذا المعنى ينطبق على الحقيقة، إلا أنه غير صحيح. فالمراجع المكتوبة تورد الاسم بصورة واضحة بالظاء (ظفير) وتشير حكايات التنقل والترحال لكثير من قبائل الضفير إلى الحجاز ، وبهذا، يصبح من الممكن ربط الظفير مع قبيلة تحمل الاسم نفسه، كانت تقطن في المنطقة الواقعة شمال المدينة، في النصف الأول من القرن الثالث عشر.

 

قبيلة جديدة

لم يكن لهذه القبيلة، عند هجرتها قبل 350 عاما إلى نجد، أكثر من الاسم(1)، وتمكنت هناك من تشكيل قبيلة جديدة، وبزعامة عائلة سويط، من مجموعات قبائل شتی ضمت عنزة، سبيع ، قحطان ، وغيرها من العناصر الأخرى غير المنسوبة، وبذلك ظهرت لأول مرة في حوليات نجد في عام (1108ه‍ 1696 – 1697م).

في منتصف القرن الثامن عشر كانت الضفير تتنقل من جرابه عبر السدير، إلى محمل، ومن الوشم حتى حفر العطس، وعلى ضوء هذا، فقد اشتبكوا منذ زمن مبكر، مع الوهابيين أي في العام (1163ه/ 1750م). ولم يكن حكم آل سعود وقتذاك ، پنجاوز کثيرة الدرعية، وقد تعرضت مواقعهم الأمامية، طرمة أسفل الطريق والرغبة في المحمل الغربي والشقرا بصورة متكررة للاعتداءات من قبل مستوطني الوشم والسدير وحلفائهم الضفير (1751م – 1756/ 1757م)(9). وانقلبت تلك العلاقة في الستينيات، جراء تعرض العديد من فروع قبيلة الضفير، لحملات النهب التي كانت تشن من قبل الوهابيين في البرا في المحمل الغربي، وفي حفر العطس وجراب)، وقد استبسلت الضفير للدفاع عن استقلاليتها تجاه الوهابيين، طيلة الخمسة عشر عامة التالية رغم أنها فقدت بعضا من قادتها (6)، وظل الأمر كذلك، حتى الثمانينيات، حيث حدث تحول واضح، على الأرجح بسبب إخضاع الأمير سعدون من بني خالد، ألد خصوم الوهابيين. وهكذا، ففي سنة (1786م)

خسائر فادحة

حارب أفراد القبيلة الضفير ولأول مرة، جنبا إلى جنب مع آل سعود”. لكن الضفير لم يصبحوا أبدأ وهابيين حقيقيين. ولتفادي الطلبات المزعجة للخدمة العسكرية، هاجروا نحو الشمال عبر الدهنة «الدهناء» إلى الحجرة، وفي الدرعية ، لم يطمانوا لهم، بحجة تقديمهم الدعم والمساندة للغزو المعادي، وأنهم لم يتقيدوا بالتعاليم الجديدة للمذهب. ولهذا، هاجمهم ولي العهد سعود في سنة (1795م) شمال لينة وكبدهم خسائر فادحة (2).

الغزو

اضطر الضفير بعد ذلك للهرب، باتجاه الفرات إلى المنتفق، الذين وفروا لهم الحماية بالاتفاق مع باشا بغداد، لهذا رافقوا المنتفق في حملتهم الكبيرة ضد الوهابيين في شتاء (1796 – 1797م)(4)، وتم في سنة (1806م)، القضاء على تجمع للقبيلة استعدادا للغزو، في (الفليج)، أحد الأودية الجانبية للباطن، وذلك من قبل قوات سعود. وكان هذا آخر لقاء بين الضفير والوهابيين (د).

ما لبثت القبيلة، وبعد سنوات قليلة، أن تحركت مجددة، في إطار سعيها لإيجاد موطن جديد لها في منطقة ما بين النهرين العليا، وهنا حصلت اشتباكات مع شمر جربا، صحيح أنها تمكنت من قافلة تركية ترافقها شمر في سنة (1809م) على نهر البليخه، إلا أنهم اضطروا للعودة إلى السهول في منطقة الفرات الأسفل،لإدراكهم لعدم قدراتهم على التصدي إلى الأتراك وشمر وجربا في آن معا.

المراجع:

________________________________________

(1) الروضة، ج2، تحت 1200 (2) هكذا في عنوان المجد، لدى العزاوي جا، ص 298 التاريخ غير واضح ، الروضة ، ج 2 في

ذي القعدة 1209 ، تسكت عن ذكر الظروف التفصيلية، تذكر فقط الجواسم كضحية (3) صابت (Sabit) (سلیمان فایق بك ابن حجي طالب الكهية)……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى