ابن حجر الهيتمي: علامة من علماء الحديث والعلوم من أبناء عرب الشرقية
كتبت: رانيا سمير
ولد في القاهرة حوالي عام 773 هـ (1372م). اسمه الكامل هو: شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السّعدي الأنصاري الشافعي؛ لُقب بابن حجر نسبة إلى جدّ من أجداده، كان ملازماً للصمت لا يتكلم إلا عن ضرورة أو حاجة، فشبّه بالحجر.
نشأ في بيئة علمية تسهم في تشجيع حب العلم، وبدأ تعليمه في مراحله الأولى في القاهرة، حيث أظهر موهبة استثنائية في استيعاب العلوم. والهيتمي نِسْبَةً إِلَى محلّة أبي الهيتم من محافظة الغربية بِمصْر، وَالسَّعْدِي نِسْبَةً إِلَى «بني سعد» من عرب محافظة الشرقية بمصر أَيْضاً. ومسكنه بالشرقية لَكِن انْتقل إِلَى محلّة أبي الهيتم في الغربية.
اهتمامات ابن حجر الهيتمي العلمية
قرأ في مبادئ العلوم، جاور جامع الأزهر، فأخذ عن علماء مصر، وكان قد حفظ القرآن العظيم في صغره.
وممن أخذ عنه: شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري، والشيخ عبد الحق السنباطي، والشمس المشهدي، والشمس السّمهودي، والأمين الغمري، والشّهاب الرّملي، والطبلاوي، وأبو الحسن البكري، والشمس اللقاني الضيروطي، والشّهاب بن النّجار الحنبلي، والشّهاب بن الصائغ في آخرين. وأُذن له بالإفتاء والتدريس وعمره دون العشرين، وبرع في علوم كثيرة من التفسير، والحديث، والكلام، والفقه أصولاً وفروعاً، والفرائض، والحساب، والنحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والمنطق، والتصوف. ومن محفوظاته في الفقه «المنهاج» للنووي، ومقروءاته لا يمكن حصرها، وأما إجازات المشايخ له فكثيرة جداً استوعبها في «معجم مشايخه».
أسهم ابن حجر في العلوم الإسلامية وبرز ذلك في ميدان علم الحديث. ولذلك تألق في شرح صحيح البخاري بعمله الشهير “الفتح الباري”. ولذلك قدّم في أعماله تحليلات دقيقة وتعليقات قيمة على الأحاديث النبوية. واستمدت الأجيال اللاحقة من تحليلاته العميقة والتعليقات الرصينة على الأحاديث النبوية.
التنوع العلمي
بالإضافة إلى اهتمامه بعلم الحديث، تنوع ابن حجر في ميادين علمية أخرى، بما في ذلك الفقه وعلوم اللغة. ولذلك قدّم تحليلات وافية في فقه الحنفية واللغة العربية، مما يبرهن على شمولية علمه وتنوع اهتماماته.
التأثير الدائم
ترك ابن حجر الهيتمي بصمة دائمة في التراث العلمي الإسلامي. ولذلك يحظى باحترام وتقدير علماء الدين والباحثين حتى اليوم، حيث يُعتبر إرثه العلمي مرجعًا لفهم الحديث النبوي وعلومه.