تاريخ ومزارات
رغم انهيار معظمها.. تعرف على العمارة والفنون في عصر الدولة الوسطي
أسماء صبحي
جاءت عمارة الدولة الوسطى أصغر في الحجم وأفقر في البناء من مثيلتها في الدولة القديمة، وأصبح العنصر الزخرفي فيها أكثر انتشارًا، وقد اندثرت العديد من آثار تلك الفترة، فالأهرامات بنيت من الطوب اللبن ومن ثم انهار معظمها.
والمعابد رغم كبر حجم بعضها أصبحت أنقاضًا متناثرة، ولعل أجمل وأكمل المعابد التي ترجع إلى تلك لفترة هو “المعبد الصير” الذي أعيد بناءه داخل معابد الكرنك ويرجع للأسرة الثانية عشرة، وقد نقشت على جدرانه الخارجية أقالم مصر العليا والسفلى وعدد من المناظر التي تجمع بين الملك سنوسرت وبعض الآلهة.
عبقرية المهندس المصري
وقبل عصر الأسرة الثانية عشرة، نجد أطلال معبد الملك منتوحتب الثاني بالدير البحري تشير إلى عبقرية المهندس المصري، وقد تأثر مهندسو الملكة حتشبسوت عند تشييد معبدها بنفس المنطقة بهذا التصميم الفريد لمعبد الملك منتوحتب.
وقد اتبع ملوك الأسرة الثانية عشرة نفس نظام المعابد الجنائزية الخاصة بعصر الدولة القديمة، إلا أننا لا نعرف شيئًا واضحًا عن نظام معبد الوادي في تلك الفترة.
وبالحديث عن مقابر الملوك في هذه الفترة، نجد ملامح من عمارة الدولة القديمة متمثلة في الشكل الهرمي مع بعض التغيرات التي اقتضتها طبيعة المنطقة التي أقيمت المقابر بها، ولعل أفضل مثال على ذلك هو مقبرة الملك منتوحتب الثاني بالدير البحري.
معالم ازدهار الفن المعماري
وتمثلت أول معالم ازدهار الفن المعماري والفنون التشكيلية في بناء المعبد الجنازي الخاص بالملك “منتوحتب” الأول بساحة الدير البحرى الصخرية التي كونها الجرف الليبي في الصحراء الغربية. وتقع على الضفة اليسرى للنيل في مواجهة الكرنك.
ولقد شيد هذا المعبد على طراز مستحدث. إنه مزيج ما بين المقبرة الصخرية والهرم، وقد تنوعت دعامات النقوش البارزة والرسوم الملونة وتباينت عن بعضها بعضا. فنجد على سبيل المثال أن تصوير الحياة اليومية قد تطور بصفة خاصة.
تطور مدينة طيبة
وفي حوالي عام ٢١٦٠ ق.م ، قام أحد أمراء مدينة طيبة بمصر العليا ويدعى “أنتف” بقمع طموحات حكام الأقاليم المحليين وبحر البدو وطردهم خارج الدلتا. وتمكن من إعادة وحدة المملكة تحت قيادته الموحدة، وأسس الأسرة الحادية عشر. وهكذا أصبحت مدينة طبية هي عاصمة الملكية الجديدة وتحولت في وقت وجيز إلى مركز هام للحركة الفنية في مصر.
وقبل ذلك أي خلال مرحلة القلاقل والاضطرابات حيث تناثرت وتوزعت مصادر السلطة في أنحاء مصر. كانت قد تكونت بعض الورش الفنية المحلية. ولقد عملت هذه الصحوة في نطاق الأقاليم على إحياء وتحديد المصادر الفنية. مثل: النماذج التصويرية والأوضاع والحركات والموضوعات والأفكار.
وساعد الاستقلال والتحرر الاجتماعي الهام على إمداد فن النحت الخاص بالمزيد من التنوع والتباين. إذًا فقد تابعت الحياة الفنية مسيرتها بدون أيه عثرات خلال الأسرة الثانية عشرة.
مقابر المصريين
وامتازت مقابر الأفراد بوجود طرازين أولهما في الفيوم والآخر في الأقاليم. أما مقابر الفيوم فقد جمع بين طرز مقابر الدولتين القديمة والوسطى. وحافظت على شكل المصطبة من الدولة القديمة، واستخدمت وسائل التعمية والخداع بهدف تضليل اللصوص كما في أهرامات ملوك الأسرة الثانية عشرة.
وبالنسبة لمقابر الأقاليم، فقد ظهرت المقابر الصخرية التي انتشرت في الصعيد بوجه خاص. وأشهرها مقابر بني حسن بالمنيا، ومنها أيضا مقابر في أسوان أشرها مقبرة سارنبوت، ومقابر البرشا وأشهرها مقبرة جحوتي.
فنون النحت
وإذا ما انتقلنا إلى النحت، نلاحظ أن النحت في بداية الدولة الوسطى كان امتدادًا للنحت الذي انهار خلال عصر الانتقال الأول. وما أن عادت الوحدة للبلاد واستقرت أمورها ثانية بدأ النحات المصري يسترجع أصالته فأنتج الكثير من القطع التي تزخر بها المتحف الآن.
ولقد عبرت مدارس النحت عن المثالية في أفضل صورها في تماثيل الملك سنوسرت الأول التي عثر عليها في اللشت ومعروضة بالمتحف المصري. أما تماثيل الملك سنوسرت الثالث فقد امتزجت فيها المثالية بالواقعية. وعبرت تماثيل الملك أمنمحات الثالث عن شخصية مسالمة كرست نفسها للبناء والتعمير.
وانتشر استخدام النماذج الخشبية في عصر الدولة الوسطى فصنعت تماثيل خشبية صغيرة بأسلوب بسيط لتمثل مجموعات من الأفراد يقومون بعمل معين. وكانت هذه النماذج توضع مع أصحابها في مقابرهم للاستفاده منها في العالم الاخر.
وقد تميزت الدوله الوسطي بما يعرف بالفنون الصغري. وهي القطع الفنية الصغيره مثل مجموعات الحلي والتحف التي أبدع الفنان في صناعتها. وكشف عنها في مقابر أميرات الأسرة الثانية عشرة في دهشور.