عادات و تقاليد
بعيدًا عن التكاليف الباهظة.. تعرف على عادات الزواج عند “تهامة قحطان”
أسماء صبحي
في قبيلة “قحطان” لا يعاني الشخص المقبل على الزواج من مشكلة تكاليف العرس التي تثقل كاهل الشباب وتدفعهم نحو الاستدانة، ففي “تهامة قحطان”، يتم تحديد يوم الزواج ثم يقوم العريس بتزيين سيارته التي تقله وعروسته بالورود، على أن تتبعه نحو عشر سيارات يكسوها الجلد المدبوغ والمفصل خصيصاً للسيارات.
وهذه الجلود كانت توضع في السابق على ظهور الجمال، ما يشير إلى أن وضعها على السيارات مرتبط بعادة قديمة تغيب عن مهرجان الجنادرية.
ويشمل موكب العروس عدة سيارات تحمل جهازها الذي يتكون من الأثاث والأغنام “الحوز” التي يقدمها ذووها لابنتهم، ثم تمر السيارات في موكبها بشكل متمهل حتى تصل إلى منزل والد العروس.
حفل الزفاف
وعند وصول العروسين إلى منزل الزوجية، يجتمع الأهل والأقارب لذبح الذبائح وتبادل التهاني، ويستمر الاحتفال إلى المساء، في ظل أجواء تعمها البهجة والفرحة.
وأبرز ما يميز العرس في هذه المنطقة أنه بعيد عن التكاليف الخاصة بقاعات الأفراح أو الأمور الشكلية الرسمية التي تثقل كاهل الشباب، ويتضمن الحفل تقديم العديد من الألوان الشعبية مثل الزامل والقزوعي واللعبة، وهي عروض ذات شفرات لا يستطيع معرفتها إلا التهاميون، كما يتم تنظيم المسابقات الرياضية مثل العكز وحمل الأحجار الثقيلة والنصع وغيرها.
إعداد الوليمة
ويتولى البعض إعداد الوليمة “هَوْد” بالطرق التقليدية، حيث يقوم الرجال بسلخ الإبل والغنم ويضعونها في المحانذ، ثم بعد طهيها على النار وانقطاع الدخان منها يوضع شجر المرخ والسلع على الجمر لمنع احتراق اللحم، ولإضافة نكهة خاصة تظهر في طعم اللحم بعد استخراجه من المحانذ.
ويتم وضع العجين إلى جانب اللحم في بعض الأحيان للسيطرة على فتحات المحانذ التي يمكن أن يدخل منها الهواء بشكل قد يفسد الحنيذ، كما يستخدم البعض الطين الممزوج بالماء لسد هذه الفتحات.
ووقت العصر يتوافد الضيوف ويقدمون إلى العريس مساعدات مالية وعينية، ثم يتناولون الوليمة وينصرفون بعد أن يكونوا قد أمضوا يوماً ممتعاً.