هواية الملوك.. صيد “الطيور المهاجرة” عند البدو
أميرة جادو
تعتبر القبائل البدوية بغرب الإسكندرية ومحافظة مطروح مكونا رئيسيا من مكونات المجتمع المصري، التي تتمسك بالعديد من العادات والتقاليد التي تميزهم عن غيرهم، والتي قد تثير الغرابة لدى الكثيرين من أبناء الشعب المصري، حيث يجعل المجتمع يجهل الكثير من تقاليد تلك القبائل.
ومن أبرز هوايات البدو في مصر، هواية “صيد الطيور” والتي يعشقها أبناء البادية رغم المشقة التي تواجههم أثناء ممارسة تلك الهواية.
يعد الصيد من أهم هوايات القبائل البدوية في الساحل الشمالي، حيث تختلف مواسم الصيد باختلاف فصول السنة، وقد أثبتت العادات والتقاليد البدوية المتوارثة منذ مئات السنين أن البدو كانوا صيادين، حيث قاموا بالعديد من رحلات الصيد في الصحراء والساحل خلال موسم صيد الطيور المهاجرة حيث تتم الاستعدادات للسفر والصيد بصحبة الأصدقاء، ويتم تناول الغذاء بما يتم صيده.
فصل الصيف
ففي فصل الصيف مع اعتدال الطقس الملائم للصيد، ينتشر العديد من الطيور المهاجرة، التي تأتى من قارة أوروبا والتي يقوم البدو بممارسة هواياتهم في اصطياد هذا النوع من الطيور في فصل الصيف، وكذلك في فصل الربيع أيضا أثناء عودة هذه الطيور إلى بلادها مرة ثانية، أو ما يسمى بـ”الردة”، ولعل أبرز أنواع هذه الطيور “القمري – وأبو صفير – والسمان”.
فصل الخريف والشتاء
أما في فصلي الخريف والشتاء، تأتي الكثير من الطيور التي يختلف معها طقوس الصيد عن ما سبق ذكره، والتي تأتى إلى الأماكن المائية للسكون بها، وتتطلب استعدادات خاصة كي يتمكن البدو من ممارسة هوايتهم في اصطيادها ومن أبرز هذه الطيور “الغُر – والبلبول – والشرشير” ويستخدم في اصطياد هذا النوع من الطيور أجهزة صوتية. حيث تقوم هذه الأجهزة بإصدار أصوات خاصة جاذبة للطيور المهاجرة. وتتوجه الطيور ناحية مصدر الصوت فيتم صيد كميات كبيرة من الطيور المهاجرة بفضل تلك الأصوات.
وهناك طريقة أخرى للصيد، وهى انشاء نوع من الشباك في موقع محدد وذات طابع جغرافي محدد يناسب هذا الغرض، حيث يتقدم من يرغب في الصيد بهذه الطريقة بطلب لاستخراج التراخيص اللازمة إلى مديرية البيئة بالمحافظة التابع لها.
ويتم استخراج ترخيص الصيد بالشباك بمتوسط مبلغ 100 جنيه عن كل موقع. ويتخذ تعهد بأن يكون ارتفاع الشبكة عن سطح الأرض لا يزيد على 2 متر. وتبعد الشبكة عن شاطئ البحر بحوالي 500 متر. وتكون المسافة بين الشبكة والأخرى لا يقل عن 20 مترا، ويتم إعداد رسم “كروكي” للموقع المصرح له بالصيد.
ويتم إخطار قوات حرس الحدود بنسخة من التراخيص والكروكيات. لمنع وضبط ومصادرة الشباك المخالفة على امتداد الساحل الشمالي، وعادة من يستخدم هذا الأسلوب في الصيد يقوم ببيع تلك الطيور. نظرا للأعداد الكبيرة التي يتمكن من اصطيادها.
مشاكل الصيد
يواجه البدو العديد من المشاكل والصعوبات خلال ممارستهم لهوايتهم المفضلة. ولعل أبرز هذه المشكلات هي ارتفاع أسعار طلقات الخرطوش التي تستخدم في الصيد. والتشديدات الأمنية ومنع الصيد في الكثير من المناطق التي تكثر بها الطيور المهاجرة. ويبقى القول إن هواية الصيد تعد الأفضل لدى القبائل البدوية. والتى يتميزون بها دون غيرهم من المجتمع المصرى.