تاريخ ومزارات

«الحضارة الآشورية» في كتاب «مقتطفات من تاريخ الحضارات»

حاتم عبدالهادي السيد

ينتسب الأشوريون الي شعبة سامية هاجرت من شبه الجزيرة العربية وهو الموطن الأصلي للساميين، هذا وتعني كلمة آشور: الاقليم الذي سكنه القوم، والذي عرفوا به، كما تعني المدينة التي تحمله، والمعبود الذي كان القوم هناك يعبدونه.

ويقسم المؤرخون تاريخ الآشوريين إلى ثلاثة مراحل وهي:

  • العهد الآشوري القديم
  • والعهد الوسيط
  • والعهد الحديث

عصر الامبراطورية

يبدأ عصر الامبراطورية بالملك “ادد- نراوي الثاني” من تاريخ “911-891” قبل الميلاد، وقد قام بحملة الي الأرضين الواقعة جنوب الزاب، بغية تثبيت مركز الدولة الأشورية عليها، وضمان أمن الطرق التجارية القادمة من الجنوب.

وقد تمت سيطرته علي مدينة “الرحجا” كركوك حالياً، وجعل منها مقاطعة أشورية، ثم هاجم بابل مرتين وانتهي الي عقد معاهدة حدود اعترفت فيها بابل بسيادته علي أرض السواد من الخابور في الغرب، ثم قام بحملة سيطر فيها علي القبائل الآرامية ،وضمها الي الدولة الآشورية.

الملك نينورتا الثاني

جاء “توكلتي_ نينوروتا الثاني”، ووجه هذا الملك همته لاقامة الحصون علي الحدود، ووضع حاميات قوية فيها بغية السيطرة علي المنافذ المختلفة من الشمال والغرب حتي يضمن طرق التجارة عبر طوروس الي سورية، ثم قام بحملة علي بلاد”نائيري” جنوب غرب بحيرة أوان، وأخري الي منطقة الزاب الأعلي والأسفل، وثالثة الي مدينة بابل حتي وصل الي نهر الخابور ومنطقة نصبين، وهكذا أصبحت آشور تسيطر علي شمال العراق.

الملك أشور ناصر بال الثاني

جاء آشور ناصر بال الثاني واندفع إلى سورية، ووصل الي الساحل وتلقي الجزية من عدد من المدن الفينيقية، ولكنه لم يقترب من دمشق والولايات الجنوبية، كما أرسل حملات الي الجبهة الشرقية لإخضاع القبائل الجبلية، والي منطقة “كيروي” شمال آشور والتي كانت تابعة لآشور وتمدها بالبغال والماشية والضأن، وأواني البرونز والخمر.

الملك شلنمصر الثالث

حيث سيطر علي آسيا الوسطي، وحدثت في عهدة موقعة “قرقا” شمال حماة بين شلمنصر الثالث وبين حلف يضم اثني عشر ملكاَ، ورغم تفاخره بالنصر، فان نصرة هذا لم يؤد الي استسلام حماة ودمشق وفلسطين، مما اضطره الي القيام بحملة جديدة علي دمشق سنة 842 قبل الميلاد، ثم مرة ثالثة عام 839 ق. م، ثم غيبت أشور عن اللميدان لمدة ثلاثين عاماً، بسبب ضعفها، وبسبب الحروب التي قامت علي حدودها الشرقية والجنوبية.

الملك تجلات بلاسر الثالث

أدرك الملك أن أشور وامتلاكها لسورية وفلسطين هو الشرط الأساسي لنجاح امبراطوريته، وليس بسبب ثروتها المعدنية وسواحلها الطويلة علي البحر المتوسط، وتجارة العراق الغنية وانما هما المدخل الي جنوب شرق آسيا الصغرى من ناحية، ومصر من الناحية الأخرى.

 عهد الملك سرجون الثاني

انتهزت مصر الفرصة ضد الأشوريون فحرضت الولايات الفلسطينية ضد سرجون الثاني ووعدتها بتقديم قوات مصرية لمساعدتها ضد أشور، ولكن لم يظهر سرجون علي رأس قواته ، الا في عام 716 قبل الميلاد، ثم سرعان ما اتجه الي مصر، ولكنه لم يتوغل في الحدود المصرية، ثم انتهت الأمور الي شبة هدنة ما بين الدولتين الكبيرتين: مصر، وأشور.

سقوط الدولة الأشورية

في عام 627 قبل الميلاد مات الملك “آشور بانيبال” وفي العام التالي استقلت بابل بقيادة “نابولاسر” في عام (626-605) قبل الميلاد بعد أن هزم الجيش الأشوري هزيمة ساحقة، وفي عام 612 قبل الميلاد سقطت العاصمة الأشورية “نينوي” تحت أقدام الميدتين والبابلين، وتم اجتياحها بصورة كاملة، واضطرت الحكومة الأشورية أن تجعل من “حران” مركزاً له، ولكن نبوخذ نصر 609 قبل الميلاد قام بالاستيلاء عليها، والقضاء علي بقية الجيش الآشوري، واقتسم “الميديون والبابليون مملكة أشور، فأخذ الميديون قسمها الشرقي، وأخذ البابليون قسمها الجنوبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى