حوارات و تقارير

شهادة أوروبية..العرب سكنوا الدول الخارجية ونشروا الإسلام 

دعاء رحيل 

 

ومما يدل على أن العرب قد انتشروا في الأرض كما تنتشر النجوم في السماء ولم يعد بوسع أحد أن يحدد بدقة جميع مواقعهم على ظهر الأرض. ماجاء في كتاب الكاتب السويسري أولجين بولسمر (۳۹) الذي ترجمه محمد الفالح لحساب وزارة الثقافة السورية التي نشرته بعنوان (أسلافنا العرب) عام ۱۹۸۱. حيث يقول الكاتب : ” إنا من مقاطعة فاله السويسرية في وسط أوروبا، وأهل بلدي عرب أصلا . وتعرفهم إذا نظرت في وجوههم من سحنتهم. وبالرجوع إلى وثائق عديدة قبل أن اكتب هذا الكتاب. فإن الاسلام لم ينتشر بقوة السلاح. وإنما انتشر لأنه حضارة متكاملة انتشرت بالتسامح، ورغم حدوث مصادمات عند انتشار الإسلام ، إلا أن هذه المصادمات لاترجع للإسلام ، وإنما ترجع لطبيعة العصر نفسه، الذي كان طابعه العنف والصدام. وكانت الكنائس تقوم في أوروبا بصدامات وباشياء أكبر ولا تقاس بما قام به العرب الذين أسسوا دولة اقتصادية.

الموري

ويضيف الكاتب السويسري أفكارا عديدة في هذا الكتاب تبين أن العرب سكنوا وسط أوروبا رغم أنهم لم يفتحوها وإنما انتشروا بها. فيقول : ” أن النساء في منطقتنا كن يخفن أطفالهن بكلمة (الموري) وهي كلمة تعني بلغتنا العرب. وبعض المترجمين يرون أن الموري تعني (عرب المغرب) ربما لأن البعض يرجع كلمة (الموري) إلى دولة موريتانيا) باعتبارها موطنا للمسلمين العرب الذين دخلوا للقارة الأوروبية ، ولكني أرى غير مايراه المترجمون ، فإن كلمة (موري) ترجع للحرب وتعني بالتحديد (المحارب) وفي الأصل فإن إله الحرب الروماني يسمى (مارت) ولكن الأوروبيين ارادوا أن يلصقوا كل الصفات السيئة بالعرب. فربطوا بين (الموري) والعرب ، واعتبار الموري شيء مخيف وسيء ، والحقيقة غير ذلك تماما فالاسلام الذي انتشر بين البربر والزنوج كان النصر به للبربر والزنوج أنفسهم. فهم الذين انتصروا على الرق والعبودية والأوضاع السيئة التي كانوا يعيشونها.

الاعتزاز بالانتساب

وجاء الاسلام وانتشلهم منها ووضعهم موضع الصدارة والكرامة ، لذلك كانت المناطق المفتوحة أمام المسلمين هي التي تطلب الفنع. وتنتظر المسلمين ليفتحوا بلادهم وينقذونهم من حالتهم. هذه هي الحقيقة التي توصلت إليها بعد دراسة العديد من الوثائق المهملة عن عمد لدى الكثير من المؤرخين. ويكمل المؤلف : “أنتي معتز بالانتساب لهذا الأصل العربي. واخاطب العرب باعتبارهم أسلافي وهم أهل منطقة فاليه السويسرية “.

شهادة أوروبية

هذه شهادة كاتب أوروبي تدلل على ماذهبنا إليه ، من أن الفتوحات الاسلامية لم تكن للغزو والتوسع وإنما كانت لإبلاغ رسالة رب العالمين. وأن أكثر البلاد كانت تفتح أمام المسلمين سلما دون قتال لأن أهلها يرون في الإسلام انقاذا وانتصارا لهم على أوضاعهم القائمة في ظل أحکام ذلك الزمان. كما تدلل أيضا على رأينا السابق بأن العرب من الفاتحين الاوائل وهم ساداتنا لانعلم بالتحديد أين هم وما سلالاتهم ؟ ومايعلمهم إلا الله ، فهذه سويسرا في قلب أوروبا ما كان يخطر ببال أحد أن يكون من بين أهلها عرب.

فطرة الإسلام

هولاء الأبطال المجاهدون والمرابطون عند أطراف الأمة ، أمثلة عظيمة في العطاء ، التقت فطرتهم وفطرة الصحراء وامتزجت بفطرة الإسلام والايمان فافرزت عبقريات التضحية والفداء والاستبسال ، فهذا خالد بن الوليد يقول وهو على فراش الموت : ( ومافي جسدي موضع أصبع ليس فيه ضربة سيف أو طعنة رمح ، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير ، فلا نامت أعين الجبناء) ، وهذا المقدار الصحابي الجليل يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : امضي بنا یارسول الله فوالله لوخضت بنا هذا البحر لخضنا، معك، وأنا لصدق عند اللقاء ، ولن نقول كما قال بنوا اسرائیل اذهب أنت وربك فقاتلا أنا هاهنا قاعدون ، ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا أنا مكما مقاتلون) فيالها من فصاحة وفقه وبطوله انشرح لها قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا الصحابي المسلم الجليل كان بطلا في القول والفعل ، وحافظا للقرآن حيث استدل بالآية (24) من سورة المائدة ، وعالما فقيها حيث عرف متى پوظف الآية الكريمة لموقعها لهم أبطال طلبوا الموت فوهبت لهم الحياة و هذه هي صورة العربي المسلم ، إنسان خرج من دياره وقاتل وقتل في سبيل الله فداء لجملة واحدة هي (لا إله إلا الله ) وبعدها يهون كل شيء وتقدم الأنفس طواعية على الرحب.

التمسك بالأصول

وظل العرب يتوارثون هذه الخصال رغم انتشارهم في بقاع الأرض من تخوم الصين شرقا وحتى ساحل المغرب والسنغال في الغرب جيلا بعد جيل. ولولا أن القبائل العربية تماسكت وتمسكت بأصولها وعروقها ودمائها ولهجاتها. ودافعت عن تقاليدها القبلية بكل غال ونفيس. لولا ذلك لذابت بقية قبائل العرب في شعوب الأمصار المفتوحة. ولما كنا نجد اليوم البناء القبلي المعروف والموثوق بأصالته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى