فنون و ادب

51 عاما على غياب “صاحب البصيرة”.. ذكرى رحيل عميد الأدب العربي طه حسين

أميرة جادو

يصادف اليوم الذكرى الـ51 على رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي توفي في 28 أكتوبر 1973. يعتبر طه حسين واحدًا من أبرز الكتاب والأدباء المصريين الذين أثّروا بشكل كبير في الحركة الأدبية الحديثة في الوطن العربي وشمال أفريقيا، وكان له دور مهم في حركة النهضة المصرية وتحديث الأدب العربي. تم ترشيحه لجائزة نوبل للأدب أربع عشرة مرة، مما يبرز مكانته المتميزة في الأدب العالمي.

عميد الأدب والثقافة العربية

يعد الدكتور طه حسين أحد أعمدة الأدب العربي الحديث، وقد أطلق عليه معاصروه لقب “العميد” تكريمًا لمكانته الكبيرة في الأدب والثقافة العربية. كان أحد أوائل الذين حصلوا على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وما زالت إبداعاته وأفكاره تشعل النقاشات حتى يومنا هذا. يعتبره الكثيرون أبرز أعلام الحركة الأدبية في العالم العربي.

مسيرة طه حسين العلمية

ولد طه حسين في 15 نوفمبر 1889 في قرية الكيلو بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وكان سابع أبناء أبيه الثلاثة عشر. أصيب بالعمى في سن الرابعة بسبب سوء معالجة التهاب عينيه. التحق في صغره بالكتّاب ومن ثم جامعة الأزهر، حيث تعلم الفقه والأدب العربي بالطريقة التقليدية. لكنه شعر بالإحباط من الأساليب التقليدية للتعليم التي تفتقر إلى الإبداع.

بداية مسيرته الجامعية

في عام 1908، علم طه حسين بتأسيس جامعة علمانية جديدة في مصر وكان مصممًا على الانضمام إليها رغم تحديات الفقر وفقدان البصر. بعد قبوله في الجامعة، شعر بأن أبواب المعرفة قد فتحت له كما كتب في مذكراته “الأيام”. حصل على الدكتوراه في عام 1914 عن أطروحته حول الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، وكان أول خريجٍ من الجامعة.

إنجازاته الأكاديمية والمهنية

في عام 1917، حصل طه حسين على درجة الدكتوراه الثانية في الفلسفة الاجتماعية من جامعة السوربون في باريس، وبعد ذلك حصل على دبلوم في الحضارة الرومانية. تولى طه حسين مناصب أكاديمية عدة، من بينها أستاذ للتاريخ في الجامعة المصرية، وتولى منصب وزير التربية والتعليم في عام 1950، حيث نجح في جعل التعليم الابتدائي والثانوي متاحًا للجميع، وحقق شعار “التعليم كالماء والهواء”.

إرث طه حسين الأدبي والفكري

تنوعت أعمال طه حسين بين الدراسات العلمية للأدب العربي والتاريخ الإسلامي. والأعمال الأدبية ذات البعد الاجتماعي والسياسي. تعرضت بعض أعماله للانتقادات. مثل كتابه “في الشعر الجاهلي” الذي أدى إلى طرده من منصبه كأستاذ للأدب العربي الكلاسيكي في الجامعة المصرية.

والجدير بالذكر أن طه حسين تأثر في كثير من أفكاره بالثقافة اليونانية. وقد نشر عدة كتب حول الفكر اليوناني مثل “الصفحات المختارة من الشعر اليوناني الدرامي” و”النظام الأثيني”. شكل هذا التلاقي بين الثقافة العربية واليونانية نقطة تحول في مسيرته كمفكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى