عائشة المرطة: صوت البادية الذي أحيى التراث الفني الكويتي
أسماء صبحي
في العالم العربي، برزت العديد من الشخصيات الفنية التي تنتمي إلى خلفيات قبلية، وتمكنت من تحقيق نجاحات باهرة في مجال الفن، سواء في الغناء أو التمثيل أو الشعر. ومن بين هذه الشخصيات، تأتي عائشة المرطة كإحدى الفنانات البارزات التي تنتمي إلى أصول قبلية، حيث لعبت دورًا محوريًا في المشهد الفني الكويتي والخليجي.
من هي عائشة المرطة
عائشة المرطة، أو “صوت البادية”، كما يطلق عليها، ولدت في الكويت وتعود أصولها إلى قبيلة عربية عريقة. نشأت في بيئة قبلية تقدر الفنون الشعبية، مما ساهم في تشكيل هويتها الفنية منذ سن مبكرة. وتعلمت من البيئة المحيطة بها أهمية الشعر والموسيقى، وخاصة الفنون الغنائية التي تعبر عن الروح البدوية والتراث الكويتي.
بدأت عائشة المرطة مسيرتها الفنية في الستينيات، حيث تميزت بقدرتها على غناء الألوان البدوية والتراثية. وامتلكت صوتًا قويًا ومميزًا، مما أهلها لتكون واحدة من أبرز المغنيات في الكويت والخليج العربي. وكانت أغانيها تتناول مواضيع الحب والشوق والحنين، بأسلوب يعكس التقاليد القبلية والعربية.
دورها في إحياء التراث
لعبت عائشة المرطة دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الغنائي الكويتي والبدوي، حيث كانت تغني بألحان تقليدية وكلمات مأخوذة من التراث الشعري للقبائل. واستطاعت من خلال أدائها القوي أن تعيد إحياء العديد من الأغاني التراثية، التي تحمل في طياتها قصص القبائل وأفراحها وأتراحها.
كما اشتهرت بتقديمها للأغاني الشعبية التي تحاكي حياة البدو في الكويت، وجسدت من خلالها مشاعر الفخر والانتماء لقبيلتها وتراثها. وكانت تحرص دائمًا على إبراز الجوانب الثقافية للمجتمع القبلي، سواء من خلال اختيار الكلمات أو الألحان التي تتماشى مع الأذواق البدوية.
التأثير الفني والشعبي
أثرت عائشة المرطة بشكل كبير على الفن الشعبي الكويتي، واستطاعت أن تجمع بين الأصالة والحداثة في أعمالها. وكانت مصدر إلهام للعديد من الفنانات اللواتي جئن بعدها، واستطاعت كسر الحاجز التقليدي الذي كان يمنع النساء من الانخراط في المجال الفني في المجتمع القبلي المحافظ.
وما زالت أغاني عائشة المرطة تعتبر جزءًا من التراث الموسيقي الخليجي، حيث يحرص الكثيرون على سماعها واستعادة ذكرياتهم من خلال ألحانها وكلماتها العذبة. ولقد تركت بصمة واضحة في عالم الغناء البدوي، وأصبحت رمزًا للفنانة القوية التي جمعت بين الانتماء القبلي والإبداع الفني.