قبائل و عائلات
المرأة كلمة السر.. قبيلة “خاسي” آخر المجتمعات الأمومية في العالم
أسماء صبحي
كان ما النادر مصادفة امرأة تدير متجرًا أو تبيع سلعًا في الأسواق في المناطق المختلفة بالبر الرئيسي الهندي، خاصةً في البلدات والقرى الصغيرة في الشمال.
وعندما تجلس في أحد مطاعم ولاية أوتار براديش، ستجد أن الرجال هم من يعدون الخبز المسطح ويهرسون الخضروات لتحضير صلصة الكاري، ويقدمونها للزبائن الذكور، وإذا جلست في القطارات التي تربط بين مدينتي كلكتا وغاركابور، ستجدها محاطة بركاب ذكور وسط غياب واضح للمرأة في معظم الأماكن العامة.
قبيلة خاسي
إلا أن هذا الوضع يختلف تمامًا في ولاية ميغالايا شمال شرقي الهند، حيث تغض شوارع سوق يودوه بعاصمة الولاية شيلونغ، الذي يعد واحدًا من أقدم الأسواق وأكبرها في المنطقة، بالنساء اللائي يبعن الخضروات واللحم المقطع والمنتجات اليدوية، كما تجوب المسنات أروقة السوق لتشرف على التجارة وتأمر الرجال الذين يعملون لديهن بحمل حقائب الخضروات والفاكهة الطازجة.
ويتواجد النساء في كافة أنحاء الولاية، فلا يوجدن بكثرة في الأماكن العامة فحسب، بل يهيمن أيضا عليها، ويرجع ذلك إلى أن مجتمع خاسي، الذي يعد أكبر الجماعات العرقية في الولاية، هو آخر المجتمعات الأمومية في العالم، إذ يُنسب الطفل للأم، وينتقل الزوج للعيش في منزل زوجته، وينتقل ميراث العائلة من الأم إلى الابنة الصغرى.
أصول مجتمع خاسي
أوفيما يتعلق بأصول مجتمع خاسي، فهناك العديد من النظريات التي ناقشت هذا الأمر، وأكثرها تداولا في الولاية، هي أن مجتمع خاسي ينحدر من سبع عشائر مقدسة.
ويقول هامليت باريه، المؤلف والمؤرخ الهندي في كتاب “تاريخ قبيلة خاسي وثقافتها” عام 1967، إن أصول هذه القبيلة تعود إلى الجماعات العرقية الأوسترية في جنوب شرق آسيا التي تنحدر من جماعات تتحدث لغات مون خمير في الغابات البورمية النائية.
وأشار هامليت إلى أنه هناك أدلة تثبت أن لغة “الخاسي” التي يتحدثها أفراد القبيلة تشبه لهجات مون خمير، رغم أنه لا أحد يعرف متى هاجر مجتمع خاسي إلى جبال وسفوح شمال شرقي الهند.