فخر العمارة الإسلامية.. حكاية أقدم «كرسي مصحف» بمدرسة السلطان حسن
أميرة جادو
يعتبر كرسي المصحف بجامع ومدرسة السلطان الناصر حسن بالقاهرة تحفة فنية من أقدم الأمثلة على كراسي المصاحف في العمارة الإسلامية المصرية، والتي توجد داخل ضريح الجامع وتتقدم الأيوان القبلي.
وقد خصصت وقفية مدرسة السلطان الناصر حسن، رجلين حافظين لكتاب الله العزيز يقرآن في المصحف الشريف بالأيوان القبلي – الأيوان الذى توجد به القبلة – وتخصيص رجلًا يحمل المصحف من مكان حفظه ويضعه على الكرسي للقراءة في كل يوم بعد صلاة الصبح وقبل صلاة الجمعة ويعيده الى موضعه بعد فراغ القراءة على عادة الجوامع في ذلك.
والكرسي مصنوع من الخشب بطريقة الحشوات المجمعة والمطعم بالصدف والعاج، وتتضمن حشواته على أطباق نجمية ووحدات هندسية دقت بالأويمة الدقيقة غاية في الجمال والرقة.
خصص السلطان الناصر حسن بالقبة الضريحية، ستين نفرا من القراء يتناوبون القراءة بالقبة المذكورة ثلاثون نفرا بالنهار وثلاثون نفرا بالليل ويدعون بعد فراغ القراءة للسلطان الناصر حسن لتصل ثوابها إليه ليلًا ونهارًا دون انقطاع.
والجدير بالذكر، وصفه الدكتور محمد عبدالستار عثمان، في نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة، قائلًا: “يلاحظ أن موضع المصحف في مقدمة الجزء العلوى من الكرسي امام مجلس القارئ ينبئ عن حجم المصحف الذى كان يوضع عليه إذ كان مصحفا كبيرًا ضخمًا، كما أن تعيين شخص يحمل هذا المصحف من المكان الذى هو فيه ووضعه على الكرسي عند القراءة وإعادته الى موضعه بعد فراغ القراءة يؤكد على ضخامة المصحف وكبر حجمه، والكرسي يتخذ شكل الحرف v حتى لا ينعكس الضوء على السطور أثناء القراءة” .