متحف أحمد عرابي في الزقازيق: شاهد على نضال مصر ضد الاستعمار

أسماء صبحي
تعد مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، واحدة من المدن المصرية التي تزخر بالمعالم التاريخية الهامة. ومن أبرزها متحف أحمد عرابي الذي يقع في قرية هرية رزنة. وهذا المتحف ليس مجرد مبنى يحوي مقتنيات تاريخية، بل هو شاهد على نضال الشعب المصري ضد الاستعمار في القرن التاسع عشر. وتجسيد حي لحياة القائد الوطني أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية.
نبذة عن متحف أحمد عرابي
يقع المتحف في قرية هرية رزنة مسقط رأس الزعيم المصري على بعد 5 كيلومترات فقط من مدينة الزقازيق. وافتتح المتحف في عام 1973، ليكون رمزًا وتخليدًا لذكرى أحد أهم القادة الوطنيين في تاريخ مصر الحديث. والذي قاد ثورة ضد الخديوي توفيق والاحتلال البريطاني.
يعد المتحف من أبرز المعالم التاريخية في محافظة الشرقية. حيث يعكس فترة مهمة من تاريخ البلاد، ويروي قصة كفاح المصريين ضد الهيمنة الأجنبية والتدخل في شؤونهم الداخلية.
أقسام المتحف ومحتوياته
يضم المتحف العديد من المقتنيات الشخصية والتاريخية التي تعود للزعيم أحمد عرابي. بالإضافة إلى مقتنيات أخرى تسلط الضوء على تلك الحقبة المهمة. وتنقسم محتوياته إلى:
- الأسلحة والمعدات الحربية: يحتوي المتحف على مجموعة من الأسلحة التي استخدمت خلال الثورة العرابية، مثل البنادق والسيوف والمدافع الصغيرة. والتي تعكس مدى قوة المقاومة التي واجهت الاحتلال البريطاني.
- الوثائق والمراسلات: يضم المتحف مجموعة نادرة من الوثائق التاريخية، بما في ذلك رسائل بين أحمد عرابي وقيادات الثورة. بالإضافة إلى وثائق رسمية صادرة من الحكومة المصرية خلال تلك الفترة. كما يمكن الاطلاع على بعض الخطابات التي أرسلها عرابي للخديوي والحكومة البريطانية في محاولة لإثبات حق المصريين في حكم بلادهم.
- المقتنيات الشخصية لأحمد عرابي: يحتفظ المتحف بمجموعة من الملابس الخاصة بالزعيم أحمد عرابي. كما يمكن مشاهدة بعض الأدوات الشخصية التي كان يستخدمها في حياته اليومية. مثل أدوات الكتابة وبعض الأواني الخاصة به.
أهمية المتحف ودوره في التثقيف الوطني
يعتبر متحف أحمد عرابي واحدًا من أهم المتاحف الوطنية التي تحكي قصة كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال. ويؤدي دورًا كبيرًا في رفع الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة. كما يمثل نموذجًا لكيفية تصدي المصريين للاستعمار البريطاني والسعي نحو الحرية والاستقلال.
كما يعد المتحف نقطة جذب سياحي داخل محافظة الشرقية. حيث يستقطب الزوار من مختلف أنحاء مصر، وخاصة طلاب المدارس والجامعات الذين يأتون للاطلاع على هذه الحقبة التاريخية المهمة.
ويقول الدكتور محمد عبد الحميد، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الزقازيق إن هذا المتحف ليس مجرد مكان لعرض بعض القطع التاريخية. بل هو رمز لنضال المصريين في القرن التاسع عشر.
وأضاف أنه من خلال زيارة المتحف، يمكن للزائر أن يستشعر روح المقاومة التي قادها عرابي. ويدرك كيف كانت معركة المصريين ضد الاحتلال البريطاني صعبة ولكنها ملهمة. كما إنه مكان يحفز الشعور بالفخر الوطني ويجعلنا نتذكر التضحيات التي قدمها أجدادنا من أجل الاستقلال.