نبوءة قرآنية وتاريخ صاخب.. صراع الفرس والروم ونهاية الإمبراطوريات

شهد التاريخ معارك ضارية بين الفرس والروم، لكن الحرب الأخيرة بينهما كانت الأكثر شراسة، حيث اقتربت كل إمبراطورية من القضاء على الأخرى في وقت قياسي، وفي لحظة بدت فيها الهزيمة النهائية للروم حتمية، نزلت آيات من سورة الروم تحمل نبوءة صادمة، حيث وعدت بانتصارهم رغم انكسارهم، وبعد سنوات قليلة، تحقق الوعد وعاد الروم للانتصار، قبل أن يتغير المشهد بالكامل بانتصار المسلمين عليهم في اليرموك، حيث قال الله تعالى، غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون، بنصر الله، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم.
تحولات كبرى.. انتصارات وهزائم متلاحقة
602-623 م، استغل كسرى الثاني اضطرابات الروم فشن هجوما واسعا، ثم حاصر القسطنطينية وسيطر على أغلب أراضي الإمبراطورية البيزنطية.
624-629 م، قلب هرقل موازين القوى، فقاد هجمات حاسمة ضد الفرس، حتى بات جيشه على مشارف المدائن عاصمة الفرس.
636 م، دخل المسلمون ساحة الصراع، فحققوا نصرا عظيما في معركة اليرموك، ليحسم مصير الشام، ويمهد الطريق لفتح مصر وشمال إفريقيا.
602 م، استغل كسرى الثاني الفوضى في بيزنطة، فشن حربا واسعة، ثم تحالف مع الآفار والسلاف لتطويق القسطنطينية، فاجتاح أثينا ومدنا أخرى.
613-619 م، توغل الفرس في الشام، فدخلوا دمشق ثم القدس بعد حصار دام، قبل أن يصلوا إلى مصر عام 619، حيث سقطت الإسكندرية، فقطعوا بذلك شريان القمح عن القسطنطينية.
حوالي 619 م، نزلت آيات سورة الروم، لتعلن انتصار الروم بعد هزيمتهم، في وقت بدت فيه عودة الإمبراطورية أمرا مستحيلا.
622 م، وصلت بيزنطة إلى حافة الانهيار، لكن هرقل تمكن من السيطرة على الحكم، فأعاد تنظيم الجيش وانطلق في هجوم مضاد.
624-627 م، شن هرقل حملة جريئة ضد الفرس، فتحالف مع الخزر، ثم قاد جيشه عبر البحر الأسود ليهاجم العمق الفارسي، فاجتاح أذربيجان ودمر معبد النار المجوسي، كما استغل انشقاق القائد الفارسي شهرباراز، حتى توج انتصاراته بمعركة نينوى عام 627، التي أنهت الهيمنة الفارسية.
628-629 م، اغتيل كسرى الثاني على يد ابنه شيرويه، الذي سارع لعقد صلح مع هرقل، فتراجع الفرس، واستعاد الروم أراضيهم.
636 م، لم يهنأ الروم بانتصارهم طويلا، فاندلعت معركة اليرموك، التي فتحت أبواب الشام أمام المسلمين، ومنها إلى مصر وشمال إفريقيا، ليبدأ عصر جديد، انهارت فيه الإمبراطوريات القديمة، وبرزت قوة صاعدة غيرت وجه التاريخ.