وطنيات
لمدة 180 يومًا.. القصة الكاملة لأخطر عملية استطلاع خلف خطوط العدو

أسماء صبحي
للوهلة الأولى.. قد تعتقد أنه أحد المشردين، أو متتبعي الأثر من سكان الصحراء، لكنه غير ذلك. إنه أحد الأبطال والأبناء الأبرار، اسمه محمد أحمد علوان، المهمة عمليه استطلاع، المكان خلف خطوط العدو، المدة 6 أيام.
جاءت البداية في يوم 6 اكتوبر 1973، عندما تم إسقاط “علوان” خلف خطوط العدو بعمق 150 كيلو داخل سيناء بمنطقة “نخل” بوسط سيناء، واستمر في سيناء منذ 6 اكتوبر 1973 إلى 23 أبريل 1974.
بداية العملية
إنه اللواء أ ح دكتور / محمد أحمد علوان، أحد رجال المخابرات والستطلاع خلف خطوط العدو، كان ملازم أول في حرب أكتوبر 73، وهو من أبطال الكتيبة 9 استطلاع، وكانت مدة المهمة 6 ايام، وهذا يعنى أن التكليفات والتجهيزات من ماء وطعام تكفي للأيام السته فقط، ولكن المهمة استمرت حوالى 180 يوم (حوالى 6 شهور) خلف الخطوط بما يعنى الموت فى كل خطوة، إما يقع بين يد العدو أو يموت جوعًا أو عطشًا.

وقصة اللواء محمد أحمد علوان شهيرة جدًا، لك أن تتخيل أن كل الضباط بعد انتصار أكتوبر ٧٣ عادت إلى بيوتها ونزلت إجازات بالتناوب، إلا هو لأنه كان يعمل كعنصر استطلاع خلف الخطوط، وفي كل مرة يذهب والده إلى شئون ضباط القوات المسلحة ليسأل إذا كان على قيد الحياة أم استشهد، يتم إبلاغه في كل مرة أنه لا يزال على قيد الحياة، لكن لم ينتهي من مهمته، ويعود الأب إلى بيته، ويغيب أسبوع أو أثنين ثم يعود لهم مرة أخرى، إلى أن أشفقوا على حاله وطلبوا منه أن يرسل معهم سؤالًا لا يعرف إجابته إلا ابنه.
سؤال سري
وبالفعل ترك لهم السؤال وظل منتظر ف مركز العمليات حتى موعد الاتصال بالملازم أول محمد أحمد علوان، وسمع بنفسه الإجابه بعد ٢٠ أبريل عام 1974، أي بعد نتهاء الحرب بحوالي ٦ أشهر.
إنه أحد أبطال القوات المسلحة المصرية، وهو أستاذ ومعلم لكل ضباط الاستطلاع خلف الخطوط، وتوفى فى ٥ مايو الماضي فى شهر رمضان، “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”، اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك.
