عادات و تقاليد
أخر الأخبار

كيف تناولت الأعمال الفنية مشكلة الزواج القبلي وعادات الصعيد

كتب / حسام مجدي

“المسلسلات الصعيدية هي الأحب لقلبي ..رغم ظلم الصعايدة في أغلبها”، استوقفني تصريح الفنان الكبير محمد رياض الذي تميز بأدواره الصعيدية التي لطالما استمتعنا بها خلال السنوات الماضية.

قال رياض أنه بدأ رحلته في حب الأعمال الصعيدية مع مسلسل «الضوء الشارد» الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، واعتبره واحدا من أهم الأعمال التي قدمت أوراق اعتماده كممثل حقيقي.

وأضاف:” الصعيد يعج بالعادات والتقاليد الإيجابية جدا كالكرم والنخوة وحب الأرض والوطن واحترام الكبير وغيرها  لكن بعض الأعمال الفنية تحاول التركيز على بعض السلبيات التي عفى عليها الزمن، ولم تعد موجودة في وقتنا الحالي”.

والحقيقة أن تصريحات الفنان محمد رياض حول ظلم الصعايدة في بعض الأعمال الفنية يعتبر غيض من فيض لأنه على الرغم من قلة الأعمال التي تناولت حياة الصعيد مقارنة بأضعافها من الأعمال الفنية الأخرى، إلا أن هذه النوعية تحديدا تعتبر سلاح ذو حدين، فمثلا ماتم تقديمه في المسلسل الشهير “ذئاب الجبل” الذي تناول حياة أهل الصعيد في قبيلة هوارة التي تحترم كلمة الأكبر فيها سنا ومقاما.

لكنه في الوقت نفسه أشار لمشكلة “وردة بدار ” التي لعبت دورها بالمسلسل الفنانة سماح أنور، وقدم المسلسل وردة باعتبارها بنت متعلمة قررت الخروج على تقاليد القبيلة والارتباط بالدكتور حاتم، الشاب القاهري الذي يعمل طبيبا، بعدما رفضت الاستسلام لعادات قبيلتها واضطرت للهروب.

نموذج أخر تم تقديمه من خلال مسلسل “الضوء الشارد” الذي تعرض لفكرة الزواج القبلي بشكل أكبر، حيث رفض “فارس” الذي لعب دوره الفنان محمد رياض، أوامر شقيقه الأكبر بالزواج من إحدى الفتيات بقبيلتهم، وتزوج من إحدى الفتيات بالقاهرة، قبل أن يتوفي في حادث لتواجه زوجته مصير الزواج من شقيقه الأكبر دون رغبتها أملا في الحفاظ عليها وعلى طفلها.

وتعرض مسلسل نسل الأغراب الذي عرض في رمضان الماضي لانتقادات عديدة بعدما قدم مخرجه الشاب محمد سامي، صورة مغايرة عن عادات الصعيد وتفاصيله، حيث تم تصوير الصعيد باعتباره بؤرة للثأر والدم،وهي صورة لاتمت للصعيد المستنير في وقتنا الحالي بأي صلة.

الصعيد الأن أصبح واحدا من أهم المجتمعات المستنيرة والمتطورة في كل شيئ، بداية من الزواج، فالمرأة في الصعيد ليست مُجبرة على الزواج من ابن عمها كما يشاع، وإن كان هذا الأمر قاصرًا على قبيلة “الهوارة”ـ أكثر القبائل الصعيدية تشددًاـ، ولكنه تغير الآن، وبات من حق الفتاة أن تختار شريك حياتها دون تدخل من أسرتها، بل ويمكنها معارضتهم في الرأي، وينتهي الأمر لتنفيذ ما تريد، حتى وإن كان القرار عدم الزواج.

فكرة إجبار الشخص على الزواج من زوجة أخيه، من الأمور التي يشتهر بها الصعيد، لكنها لم تعد موجودة، فمن حق زوجة الأخ أن تظل على ذكرى زوجها أو تتزوج أي شخص أخر، دون الالتزام بتزويجها من أخو الزوج، وايضًا بيت العائلة تغيرت ملامحه، فلم يعد الشاب ملزمًا بالزواج مع اسرته، بل كل شخص يقيم حياته الخاصة بعيدًا عن إطار العائلة، ويمكنه الزواج في محافظة أخرى، دون التقيد بعائلته.

ايضًا الزواج المبكر، لم يعد من الأمور التي تميز الصعيد، بل أن الفتاة لا يطرح لها أمر الزواج قبل استكمال دراستها، والتحاقها بالعمل في أحيان كثيرة.

كذلك الأمر بالنسبة لاستخدام السلاح، والذي كان يشتهر به أهل الصعيد، فقد بات الأمر أقل بكثير عما كان عليه، وباتت القوة الأمنية الرسمية هي التي تنظيم الحياة بمحافظات الصعيد.

كل تلك الأمور التي ارتبطت بالصعيد، ما هي إلا وهم لم يعد له وجود الآن، وارتفعت نسب التعليم التي قضت على العديد من المظاهر، فأين الأعمال الفنية التي لطالما صورت الصعيد بسلبياته القديمة من حالة التطور الهائل الذي يمر به في الوقت الحالي؟!.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى