كتابنا

أيمن حافظ عفرة يكتب…

 نباح الشياطين الجدد

 

على مدار سنوات تقترب من التسعين عامًا، رضعت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية حليب الخيانة والتآمر وكراهية الوطن، وسقته لعناصرها ممن غررت بهم في الجمعيات الأهلية والكتاتيب وأعمال البر وملاجئ الأيتام، التي تخفي خلفها مخططًا شيطانيًا من أجل السيطرة والنفوذ وتنفيذ أيديولوجيتها القائمة على التخريب والتحقير من الأوطان، قبل أن تزرعهم في هياكل الدولة وهيئاتها الإدارية وتدفع بهم في الجامعات والنقابات والجمعيات وفي دواوين الحكومة، لتصبح نبتًا شيطانيًا ينمو ويتوغل في مفاصل الدولة المصرية في غفلة من أجهزتها في الماضي، حتى صارت الجماعة تنظيمًا وأضحى التنظيم عصابة لها فروع في كل دول المنطقة في انتظار الوقت المناسب لتجهز على أعدائها، والذين من وجهة نظرها كل من لم يقرّ بالسمع والطاعة لحضرة المرشد الأعلى الذي يأتيه الخبر ولا يحمل النقاش والمعصوم من الخطأ.

 

 

ولأنهم لا مبدأ لهم، امتطت جماعة الإرهاب في 2011 جموع الجماهير التي خرجت للشوارع، وأيقنت الجماعة أن الوقت قد حان للحكم والسطوة وتنفيذ الأحلام القديمة، ونجحت بالفعل في التغرير بالشباب ورفعت سقف المطالب لتصل لرأس الدولة. وعلى حين غرة أمسكت بزمام الأحداث وساعدها في ذلك تنظيماتها السرية التي أرهبت باقي المصريين الذين عرفوا أن الجماعة سرقت أحلامهم، وحينما ظنت جماعة البنا أن الأيام تبسمت لهم وأهدتهم حكم مصر والاجتماع في قصورها الرئاسية، لتكتشف فجأة أنها غير صالحة للحكم ولا تقدر على سياسة الناس وتوفير متطباتهم اليومية، ولأنهم اعتادوا العمل في الظلام والتآمر في السراديب تخبطوا وأغشيت أبصارهم حينما طاب الأمر لهم وخرجوا للنور، ليلاحقهم الفشل في كل قراراتهم وصاروا أضحوكة وسط نظم الحكم المحيطة ووسائل الإعلام الدولية.

 

كانت مصر كبيرة عليهم، وهي الحقيقة التي رفضت جماعة الإخوان الاعتراف بها، ولخوفها من يوم موعود يخرج فيه الشعب الغاضب سخطًا عليهم مارست الجماعة لعبتها القديمة في الترهيب والإرهاب من أجل السيطرة، فاستعانت بميليشيات حماس والجهاد والتكفيريين وخوّفت بهم الشعب وتركهم قادة الدم يهددون المصريين علانية بالموت والحرق وبحور الدماء على الهواء مباشرة في الفضائيات.

 

جاءت 30 يونيو لتصحح الزمن والتاريخ، وأطاحت بحكم المرشد الفاشل وراهنت الجماعة على اتساع نطاق العنف في الشوارع ومارست القتل العلني من أجل خلق فوضى وإسقاط البلاد، لكن وعي الشعب وقوة جيشه وشرطته أجهضا المخططات.

 

في طي النسيان اختفت أخبار قادة الإخوان مع توالي سقوطهم في البلاد الأخرى، وفشل تجاربهم في تونس والمغرب وليبيا والأردن حتى اتسعت فضيحتهم لتشمل كل أبواقها في الخارج، حتى الدول التي تبنت موقفها عادت لتعضّ الأنامل من الندم، طالبة من مصر الصفح والعفو.

 

هذه الأيام ومع اختفاء كلّي لجماعة الإرهاب الدولي، حاولت طيور الظلام أن تسمع صوتها وتنبح في منابر أخرى في الخارج عبر منظمات حقوقية وعناصر جديدة من أجل تغيير الوجوه، في محاولة يائسة للتحريض على مصر في الخارج واستغلال اختراقها لتلك المنظمات في إصدار تقارير مغلوطة عن الوضع في مصر، وكأن الجماعة الإرهابية لا تتعلم من أخطائها ولا تقرأ التاريخ جيدًا، وستعيش في جهل مطبق إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

 

محمد سلطان الإرهابي الهارب في أمريكا والمتهم بالقتل والتعذيب في قضية غرفة رابعة، باع وطنه بالرخيص واحتمى في جنسيته الأمريكية ليجاهد هناك، ولكنه جهاد من نوع رخيص وهو دعم حقوق المثليين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومحاولات للتحريض ضد مصر.

 

أيضًا سندس شلبي التي تعيش في مدينة الضباب ببريطانيا والمحكوم عليها بالإعدام في قضية التخابر مع حماس هي الأخرى صارت بوقًا للإخوان في الخارج.. وهنا يجب التأكيد على جهل الجماعة الشيطانية وعدم تعلمها من أخطاء الماضي بأن العالم لا يحترم من يخون وطنه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى