تاريخ ومزارات

هولاكوخان

هولاكوخان : وهو أبن تولوى بن جنكيزخان ، إذ يعتبر قائد الجيوش المغولية فى أسيا الغربية ، وبها أقام دولة كانت لها السيطرة على مساحة شاسعة من الشرق الأدنى والتى تمتد من نهر جيحون شرقاً وحتى نهر الفرات غرباً ، ومن خراسان شمالاً وحتى ممالك الكرج (جورجيا) والأرمن والروم جنوباً ، إذ كانت هذه الدولة قاعدتها تبريز عُرفت هذه الدولة بأسم الدولة الإيلخانية (655هـ / 764هـ – 1256م / 1365م) ، كانت الخطوة الأولى لهولاكو بعد قيادته للجيوش المغولية بغرب أسيا هى القضاء على دولة الإسماعيلية بإيران (484هـ / 655هـ – 1091م / 1256م) ، تلك الدولة التى كانت تُسيطر على قلعة الموت وتمتلك العديد من الحصون والقلاع الشاهقة مثل شيراز وأصفهان وشاه ذر وقهستان ، فكانت مصدر القلاقل والرعب بالمشرق على مدى قرنين من الزمان ، فلقد أستطاع هولاكو القضاء على هذه الطائفة وسيطر على قلاعها وأسر حاكمها ركن الدين خورشاه وأرسله لشقيقه منكوخان بقرة قوارم حاضرة المغول بمنغوليا فقام بقتله ، حتى أدى ذلك أن صار الطريق مفتوحاً لهولاكو والجيوش المغولية لبغداد حاضرة الخلافة العباسية والتى بلغت درجة كبيرة من الخور والضعف فى عهد خليفتها المستعصم بالله (641هـ / 656هـ – 1243م / 1258م) ، مما شجع هولاكو على المسير لبغداد والقضاء على الخلافة العباسية ، ويرجع ذلك لعدة عوامل منها التعاون الذى قدمه مؤيد الدين بن العلقمى وزير المستعصم بالمعلومات عن نقاط القوى والضعف ببغداد ،ومن ناحية اخرى اللقاء السرى الذى دار بينه وبين هولاكو ، فضلاً عن قلة الجيش العباسى إلى عشرون ألف بعد أن كان مائتى ألف ، وأمام أتم هولاكو إستعدادته لقيادة الجيوش فأحضر الرماة من الصين وأحضر أدوات الحصار لمحاصرة بغداد وعبد الطرق المؤدية من نهر جيحون إلى بغداد ، وأستعان بقوات خارجية من بلاد القفجاق ، ومن ممالك الكرج والارمن ، ومن بلاد الروم، حتى قام هولاكو بتقسيم جيوشه لحصار بغداد من أربعة جهات عن طريق الموصل وأربيل ومن الشرق عن طريق همذان ومن الغرب عن طريق بلاد الروم ، وأمام هذا الطوفان إجتاح المغول بغداد سنة 656هـ / 1258م وقتلوا من أهلها مليون نفس وخربوا مساجدها ومدراسها ومكتباتها منها مكتبة بغداد والتى تحتوى على ثلاثمائة ألف مجلد فألقوا بها فى نهر دجلة وجعلوا منها المغول جسراً تعبر عليه خيولهم ، كما طلب هولاكو من المستعصم أن يدله على الكنوز التى كان يخفيها فى حدائق قصره ، ثم أمر جنوده بقتله شر قتلة حيث قتل رفثاً بالأقدام ، ولم تستطع القوات المغولية الإستمرار طويلاً ببغداد ، فإضطرت للإنسحاب منها وولوا عليها مؤيد الدين بن العلقمى ، ومن ثم عزم هولاكو على مواصلة الزحف نحو العالم الإسلامى بإجتياح الشام ، فإجتاح أولاً أقليم الجزيرة فتساقطت مدنها عدا ميافاريقين والتى تقع أعالى العراق والتى أستعصى حاكمها ناصر الدين محمد الكامل الثانى (642هـ / 658هـ – 1244م / 1260م) فقتل رسول هولاكو قسيس يعقوبى ، فتعرضت المدينة للحصار على يد أشموط بن هولاكو حتى سقطت فى يد المغول وتفنن هولاكو فى قتل سلطانها الكامل وأهلها المسلمون سنة 658هـ / 1260م ، كما إجتاح هولاكو مدن الشام حماة وحلب ودمشق ، وبعث هولاكو برسله لسلطان مصر سيف الدين قطز (657هـ / 658هـ – 1259م / 1260م) يتهدده ويتوعده ، إن لم يسلم مصر فما كان أن قام بتعليق رؤوس رسل التتار على باب زويلة ، ولم ينتظر أن يأتى التتار لمصر حتى يحاربهم ، فالتقى بهم عند سهل عين جالوت بين نابلس جنوباً وبيسان شمالاً فى 25 رمضان سنة 658هـ /3 سبتمبر 1260م وتمكنت سيوف المسلمون من حصد رقابهم وأعملوا فيهم السيوف بما فيهم كتبغانوين قائد هولاكو ، وبعدها جنى قطز ثمار النصر بتحرير الشام كلها من غزة إلى الفرات لتصبح مصر والشام دولة واحدة تحت قيادة دولة المماليك حتى الغزو العثمانى سنة 923هـ / 1517م ، وبعدها منذ أن تولى بيبرس السلطنة خلفاً لقطز خلال الفترة من (658هـ / 676هـ – 1260م / 1277م) وهو لايأنوا جهداً فى محاربة التتار وقائدهم هولاكو ، فلقد ألحق بيبرس الهزيمة بجيش هولاكو فى معركة حمص الأولى سنة 658هـ / 1260م ، كما تحالف بيبرس مع بركة خان ابن عم هولاكو والذى كان قائداً للمغول القفجاك وأعلن إسلامه ، كان هدف بيبرس من هذا التحالف هو أن يجعل من بركة خان والمغول القفجاك درع واقى يحمى ظهر دولة المماليك فى مصر والشام من مغول فارس ليتفرغ بيبرس بعدها لتصفية الوجود الصليبي بالشام، مما جعل هولاكو يعدل عن محاربة المماليك والثأر منهم لماحل بجيوشه على أيديهم فى عين جالوت ويخوض حرباً مع أبن عمه بركة خان وتحل به الهزائم على يديه ، لتنتهى حياته بمرض الصرع سنة 664هـ / 1265م بعد فشله من الإنتقام والثأر من المماليك فى مصر والشام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى